+++++
الرئيسية
من طرف نادر كمال 2008-12-09, 9:56 pmمجمع نيقية المسكونى الأول 325 م
( لجناب القمص / بيشوى عبد المسيح )
( لجناب القمص / بيشوى عبد المسيح )
l بكر المجامع المسكونية الذى انعقد فى مدينة نيقية فى مايو 325م بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الكبير لحسم بعض المسائل الدينية وفى مقدمتها بدعة آريوس بجانب بعض المشكلات الأخرى مثل :
(1) الخلاف حول تحديد عيد القيامة .
(2) الشقاق الذى أحدثه ملاتيوس أسقف أسيوط .
(3) موضوع إعادة معمودية الهراطقة التائبين .
(4) زواج الكهنـة .
- أما السبب الرئيسى فكان بدعة آريوس .. حيث بدأ فى إعلان تعاليمه الفاسدة فى عهد البابا بطرس ، وتنحصر هذه التعاليم فى إنكار لاهوت المسيح وأنه غير مساو للآب فى الجوهر ..
- وحاول البابا بطرس أن يثنيه عنها فلم يقبل ، عندئذٍ كان لابد من حرمه .. وفى هذه الأثناء ألقى القبض على البابا بطرس وأودع السجن فى زمان اضطهاد دقلديانوس .
- وحاول بعض أعوان آريوس التوصل إلى البابا بطرس والتوسل إليه ليقبل آريوس ويحله من حرمه فرفض وأكد حرمه وأوصى تلميذيه أرشيلاوس وألكسندروس ألا يقبلا آريوس ويمنعاه من شركتهماورغم النصيحة إلا أن أرشيلاوس عندما تبوأ الكرسى الإسكندرى قبل آريوس بعد إلحاح بعض أتباعه ، ولكنه لم يدم على الكرسى سوى 6 أشهر ، وخلفه ألكسندروس الذى جدد حرم آريوس وناهض بدعته وفشلت محاولات آريوس لنوال الحل من فم البابا ألكسندروس .
- ومنذ ذلك الحين بدأ آريوس فى نشر ضلالته جهاراً ، واعظاً عن الآية " أبى أعظم منى " ومنادياً بأن المسيح غير مساو للآب فى الجوهر بل هو مخلوق بإرادة الآب .. وقد روَّج تعاليمه الفاسدة على هيئة مقطوعات شعرية فى كتاب وكان للتلحين أثر كبير فى نفوس السامعين ..
- تمادى آريوس فى ضلاله فأقام البابا ألكسندروس مجمعاً سنة 319 م وأصدر رسائل ومنشورات كثيرة توضح عقائد الإيمان القويم ، ثم عقد مجمعاً آخر سنة 321 م حضره حوالى 100 أسقف من مصر وليبيا وحكم بتجريد آريوس من رتبته الكهنوتية وكل من تبعه .. ثم اتصل البابا ألكسندروس بسميه بطريرك القسطنطينية مظهراً له فساد آريوس وضلالته شارحاً العقيدة الأرثوذكسية .
- لما ضاق الخناق على آريوس فى الإسكندرية غادر إلى فلسطين وآسيا الصغرى حيث انخدع بعض أصدقائه من الأساقفة بضلالته وسمحوا له بنشرها .. كما اتصلوا بالبابا ألكسندروس راجين قبوله فى شركة المؤمنين ، لكن البابا رفض طالما هو باق على ضلالته .. واقتنع بعض الأساقفة برأى ألكسندروس ، ولكن البعض الآخر عقدوا مجمعين فى سنة 322 م – 323 م قرروا إلغاء الحرم الصادر من البابا ألكسندروس ، وبعدها عاد آريوس إلى الإسكندرية لينفث سمومه ممعناً فى عناده حتى طرده البابا ثانية من حيث أتى .
- وحيث اتصل أوسابيوس أسقف نيقوميدية بالإمبراطور قسطنطين راجياً وساطته لحل الخلاف فانتدب الإمبراطور هوسيوس أسقف قرطبة لهذه المهمة فأتى إلى الإسكندرية ولكنه لم يفلح فى مهمته وعاد يشرح الأمر إلى الإمبراطور وطلب عقد مجمع عام لهذه المشكلة الخطيرة على الكنيسة .
- انعقد المجمع فى مدينة نيقية وذلك فى شهر مايو سنة 325 م وخصص لاجتماعاته الساحة الوسطى فى القصر الإمبراطورى نظراً لاتساعها ورغب الإمبراطور قسطنطين فى حضور جلسات المجمع .. وقد حضر من الإسكندرية وفد يتألف من البابا ألكسندروس وشماسه أثناسيوس مع عدد من الأساقفة القديسين .. وبلغ عدد الآباء الذين حضروا المجمع 318 أسقفاً منهم 310 من الشرق وثمانية أساقفة فقط من الغرب ..
- أُسندت رئاسة المجمع إلى أوسيوس أسقف قرطبة لكبر سنه وافتتح المجمع فى 20 مايو سنة 325 م وانتهى فى 25 أغسطس .. حيث كان يقوم بأعمال السكرتارية يوسابيوس القيصرى حيث ألقى خطاب الافتتاح فى الجلسة الأولى ورد عليه الإمبراطور قسطنطين بخطاب آخر ، ولما بدأ المجمع يزاول أعماله والنظر فى بدعة آريوس حدث جدل ونقاش كثير مما دعا إلى رفع الجلسة وانفضاضها دون الوصول على نتائج .
- فى اليوم التالى انعقد المجمع وقدم آريوس صورة معتقده الفاسد وفيه : ( أن الابن ليس مساوياً للآب فى الأزلية وليس من جوهره وأن الآب كان فى الأصل وحيداً وأخرج الابن من العدم بإرادته وأن الابن إله لحصوله على لاهوت مكتسب ) .. فانبرى رئيس الشمامسة أثناسيوس وأقحم آريوس بردوده القوية وحججه الدامغة مظهراً ضلاله وفساد اعتقاده مما أثار إعجاب جميع الأساقفة لفصاحته وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره ولقبه الإمبراطور قسطنطين : ( أنت بطل كنيسة الله )
- وعندما ابتدأ الآباء فى تحديد الإيمان السليم كان الأريوسيين يوافقون أحياناً على ظاهر أقوالهم ثم بعد ذلك يؤولونها بما هو لصالح معتقدهم .. وأخيراً تدخل أثناسيوس واقترح بأن تضاف إلى العقيدة عبارة ( هومو أوسيوس ) ومعناها مساوى فى الجوهر ، لتعبر عن حقيقة صلة الآب بالابن ، غير أن الأريوسيين رفضوا وأرادوا أن يستبدلوها بعبارة ( هومى أوسيوس ) أى مشابه فى الجوهر ..
- وبعد نقاش دام طويلاً أخذ رأى المجمع كله فوافقوا على اقتراح أثناسيوس ، ثم توالت جلسات المجمع إلى أن تم وضع صيغة قانون الإيمان من أوله " نؤمن بإله واحد – حتى الذى ليس لملكه انقضاء " .. وقد وقع على هذا الإيمان أكثر من 300 أسقف ، ولما امتنع آريوس وأنصاره عن التوقيع حرمهم المجمع وقرروا نفى آريوس وحرق كتبه .
l نتائجــــه :
(1) وضع قانون الإيمان الأرثوذكسى من أول " نؤمن بإله واحد " حتى " ليس لملكه انقضاء " ..
(2) تقرير موعد عيد القيامة بأن يكون يوم الأحد الذى يلى فصح اليهود ..
(3) حفظ حقوق بابا الإسكندرية الواجبة فى رئاسته على الأساقفة الذين فى إقليم مصر .
(4) عدم إعادة معمودية من هرطق عند رجوعه ، ووجوب إعادة معمودية من يعمدهم الهراطقة .
(5) السماح لمن يريد من الكهنة أن يتزوج مع الاحتفاظ ببتولية الأساقفة ، وعدم زواج الكهنة المترملين .
(1) الخلاف حول تحديد يوم عيد القيامة : ( ص 5 )
- ظهر هذا الخلاف منذ وقت مبكر بين كنائس آسيا الصغرى وبين كنيسة روما .. حيث أعلن القديس بوليكاربوس أسقف أزمير ( سميرنا ) وهو تلميذ يوحنا الحبيب ، أنه ينبغى الاحتفال بذكرى اليوم الذى صلب فيه السيد المسيح يوم 14 نيسان العبرى وتذكار القيامة يوم 16 منه بغض النظر إن كان هذان اليومان يوافقان يومى جمعة وأحد أى كان مدلولاتهما .. بينما كانت الكنيسة القبطية تحرص على الاحتفال بذكرى هاتين المناسبتين فى يومى الجمعة والأحد ..
- وفى نهاية القرن الثانى حدث أن حاول فيكتور أسقف روما إرغام كنائس آسيا الصغرى على الالتزام بيومى الجمعة والأحد وهدد هذه الكنائس بقطعهم من شركته ، فردت عليه هذه الكنائس مجتمعة بعقد مجمعاً من خمسين أسقف معتبرين فيكتور أسقف روما متعدياً ، ثم قرروا عدم الالتفات لكل تهديداته .
- أخيراً جاء البابا ديمتريوس الكرام ، وحاول التوفيق بين الفريقين ، فجمع لذلك بعض علماء الإسكندرية من أشهر الفلكيين فى العالم ووضعوا قاعدتهم المشهورة ، وهى أن يعيد المسيحيون عيد القيامة الأحد الذى يلى فصح اليهود مباشرة ، فيكون ذكرى الصلب والقيامة يومى الجمعة والأحد المرتبطان بيومى 14 ، 16 نيسان العبرى
- وعلى الرغم من هذا الحل إلا أن الخلاف ظل قائماً حتى حسمه مجمع نيقية مقراً مبدأ كنيسة الإسكندرية السابق وقرر أن يعيد جميع المسيحيين فى موعد واحد هو يوم الأحد الذى يلى الفصح لليهود وقرر أن بابا الإسكندرية هو الذى يقوم سنوياً بإبلاغ أساقفة العالم عن موعد عيد القيامة .
(2) إعــادة معمــودية الهــراطـقة ؟ ( ص 6 )
- شغلت هذه المشكلة الكنيسة فترة طويلة ، منذ زمان الاضطهاد وبعدها .. وتتلخص فى هل يعاد عماد الهراطقة التائبين ؟ ثم ما هو وضع الذين قبلوا العماد على أيديهم ؟ ..
- ظهر هذا الخلاف بين القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة فى شمال أفريقيا واستفانوس أسقف رومية .. حيث رأى كبريانوس أن المعمدين من يد الهراطقة هم وحدهم الذين يجب إعادة معموديتهم ، أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح ولا يعاد ، وأما استفانوس فنادى بعدم جواز إعادة المعمودية إطلاقاُ ، وتحرج الموقف ، وعقد كلا من الفريقين بعض المجامع المكانية لتدعيم رأيه ..
- وقد تدخل القديس ديوناسيوس بطريرك الإسكندرية لحسم هذا الخلاف ، وكان من كبار اللاهوتيين فى عصره – ومؤيداً رأى كبريانوس ولو أن هذا التدخل هدأ الجو مؤقتاً إلا أنه لم يحسم الأمر إلا فى مجمع نيقية بصورة قطعية .. حيث أيد المجمع رأى الكنائس الشرقية فى أنه لا تعاد معمودية من هرطق عند رجوعه ( حيث أن المعمودية واحدة مقدسة وقوة المعمودية تستمر مع الإنسان ولا تحتاج إلى إعادة ، فالمعمودية لا تعاد ولا تُجرد ) ، وأوجب إعادة معمودية من يعمدهم الهراطقة ( وكأن المعمودية الأولى لم تكن من البدء لأنها باطلة ) .
(3) الشقاق الذى أحدثه ملاتيوس أسقف أسيوط ؟ ( ص 6 )
- كان ملاتيوس معاصراً لدقلديانوس الذى قبض عليه وعذبه ثم ألقاه فى السجن ، وكان من جراء ذلك أنه ضعف وبخر للأوثان ، ثم عاد وندم ورجع للمسيحية ، ولما رجع إلى إيبراشيته بدأ يرسم أساقفة متعدياً بذلك رئيس الكنيسة البابا بطرس خاتم الشهداء ، فرسم حوالى 30 أسقفاً مما اضطر البابا بطرس أن يعقد مجمعاً مكلنياً يحرم هذا الأسقف مع أساقفته الذين رسمهم ، ولكن ملاتيوس لم يخضع لحكم هذا المجمع واستمر فى عصيانه الذى أتعب كنيسة الإسكندرية .
