+++++
الرئيسية
من طرف نادر كمال 2008-12-09, 10:01 pmمجمع القسطنطينية المسكونى الثانى 381 م
( لجناب القمص / بيشوى عبد المسح )
( لجناب القمص / بيشوى عبد المسح )
- انعقد هذا المجمع وهو ثانى المجامع المسكونية فى مدينة القسطنطينية فى سنة 381 م بدعوة من الإمبراطور ثيئودوسيوس للنظر فى بعض البدع التى ظهرت عقب مجمع نيقية ، وفى مقدمتها :
(1) بدعة مقدونيوس : الذى ينكر ألوهية الروح القدس فيقول : أن الروح القدس عمل إلهى منتشر فى الكون وليس أقنوماً متميزاً عن الآب والابن . بل هو مخلوق يشبه الملائكة . لكن ذو رتبة أسمى .
(2) بدعة أبوليناريوس : الذى سيم أسقفاً على مدينة اللاذقية بالشام ، بعد أن أكمل دراسته الفلسفية .. وعُرف بشدة مقاومته للأريوسيين ودفاعه عن لاهوت المسيح . غير أن فلسفته دفعته إلى السقوط فى بدعة غريبة إذ علم بأن لاهوت المسيح قد قام مقام الروح الجسدية وتحمل الآلام والصلب والموت مع الناسوت ، كما اعتقد بعدم مساواة الأقانيم لبعضها ، فقال أن الروح القدس عظيم والابن أعظم والآب أعظم منهما .. وفى عام 362 م عقد القديس أثناسيوس الرسولى مجمعاً مكانياً بمدينة الإسكندرية لبحث هذا التعليم الغريب بعد أن أظهر فساده ، غير أن أبوليناريوس لم يرتدع .. وحُسمت هذه البدعة فى مجمع القسطنطينية سنة 381 م .. حيث سأله البابا تيموثاوس عن معتقده فأجاب بقوله : [ أن تجسد الابن كان باتحاد الروح القدس مع الجسد البشرى وبدون النفس الناطقة لأن هو قام فقام النفس والعقل ] .. فأجابه البابا تيموثاوس : ( إن الله الكلمة لما اتحد بطبيعتنا لكى يخلصنا فإن كان اتحاده بالجسد الحيوانى فقط فهو إذن لم يخلص البشر بل الحيوانات لأن البشر يقومون فى يوم البعث بالنفس الناطقة العاقلة التى يكون معها الخطاب والعقاب والحساب وبها ينالون النعيم أو العذاب ، وعلى ذلك أيضاً تكون قد بطلت منفعة الجسد ، وكيف يقول السيد أنه صار إنساناً إذا كان لم يتجسد بالنفس الناطقة العاقلة ) .. ونصحه المجمع أن يرجع عن كفره فلم يرجع فقطعه المجمع .
(3) بدعة أوسابيوس : الذى علم بأن الثالوث القدوس أقنوم واحد ظهر فى العهد القديم كآب ، وصار إنساناً فى العهد الجديد بصفة ابن ، وحل على الرسل فى علية صهيون بصفة الروح القدس .. ونوقشت هذه البدعة فى مجمع القسطنطينية سنة 381 م .. حيث سأله البابا تيموثاوس قائلاً : وأنت ما هو اعتقادك ؟ .. فأجابه [ أن الثالوث ذات واحدة وأقنوم واحد ] .. فقال له البابا تيموثاوس : ( إذا كان الثالوث أقنوماً واحداً كما زعمت فقد بطل الثالوث وبطلت أيضاً معموديتك لأنها باسم الآب والابن والروح القدس ، ويكون على زعمك أن الثالوث الأقدس تألم ومات ، وبطل قول الإنجيل أن الابن كان قائماً فى الأردن والروح القدس نازلاً عليه شبه حمامة والآب يناديه من السماء ) .. وإذ نصحه المجمع الرجوع عن وعمه فلم يرجع فقطعه وأنزله من رتبته ..
- حضر هذا المجمع 150 أسقفاً . ورأسه الشيخ الوقور أنبا ملاتيوس أسقف كرسى إنطاكية الذى ناضل ضد الأريوسية ، ونفى بسبب ذلك مرتين ، ومن أبرز الحاضرين الأنبا تيموثاوس بابا الإسكندرية الذى كان تلميذاً للأنبا أثناسيوس ، وحضر أيضاً القديس غريغوريوس الثيئولوغوس أسقف القسطنطينية والقديس غريغوريوس أسقف نيصص شقيق القديس باسيليوس .. ويمكن اعتبار أن هذا المجمع شرقياً خالصاً حيث أن دماسوس أسقف رومية لم يحضره ولو يرسل نواباً عنه ، ولكنه قبل كل قرارات هذا المجمع .. أما الملك ثيئودسيوس الكبير أصدر منشوراً سنة 381 م جعل الديانة المسيحية ديانة رسمية للدولة وأمر بهدم المعابد الوثنية .
- بدأ المجمع أولى جلساته فى شهر مايو سنة 381 برئاسة القديس ملاتيوس غير أن هذا الأب مرض قبل انتهاء المجمع من أعماله ورقد فى الرب ، فرشحوا القديس غريغوريوس الثيئولوغوس لرئاسة المجمع ولكن بابا الإسكندرية وأساقفة مصر عارضوا هذا الترشيح .. فلما رأى الأسقف أن رئاسة المجمع ستحدث انقساماً تنازل عنها لصديقه نكتاريوس الذى حاز رضا الجميع ..
- دُعى مقدونيوس ليعرض اعتقاده على مسامع الآباء فبدأ يقول أن : ( الروح القدس مخلوق كسائر البشر ) .. فقال له القديس تيموثاوس : أن الروح القدس هو روح الله ، فإذا قلنا كذلك أن روح الله مخلوقة فنكون قد قلنا أن حياته مخلوقة فهو إذا عديم الحياة ( أى غير حى فى ذاته ) وحاشا لله ذلك ..
- وحاول الأساقفة إقناع مقدونيوس بخطأ عقيدته والعودة إلى الإيمان المستقيم ولكنه أصر على التمسك ببدعته ، فحكم عليه المجمع بحرمه وفرزه .. وقالوا : أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس وأنه مساو للآب والابن .. وقرروا إضافة ما بقى من قانون الإيمان : ( نعم نؤمن بالروح القدس .... ) .
l أهـم نتائجــه :
(1) حرم مقدونيوس لأنه اعتبر الروح القدس مخلوق .. وأكمل الجزء الثانى من قانون الإيمان ..
(2) حرم أوسابيوس لأنه أنكر الثالوث الأقدس .
(3) حرم أبوليناريوس لأنه لم يؤمن بمساواة الأقانيم ببعضها .. (أن المسيح بدون جسد واللاهوت تحمل الآلام بدل الجسد ) .
(4) وضع سبعة قوانين لسياسة الكنيسة ..
الأول : يعلن التمسك بدستور إيمان مجمع نيقية ورفض كل التعاليم الغريبة عنه ..
الثانى : خاص بتحديد مناطق نفوذ الكراسى الرسولية والأسقفيات ..
الثالث : يثبت تقدم كرسى القسطنطينية باعتبارها مدينة الملك
الرابع : خاص برذل المدعو مكسيموس السينيكى الذى سعى للجلوس على كرسى القسطنطينية بغير وجه حق
السادس : يعالج موضوع النظر فى الدعاوى المقدمة ضد الأساقفة .
الخامس والسابع : فينظمان ما ينبغى اتخاذه عند رجوع الهراطقة أو أتباعهم إلى الإيمان الأرثوذكسى .
