منتديات كنائس المحله الكبري

+++++تاريخ الآباء البطاركة - صفحة 5 65481010+++++

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تاريخ الآباء البطاركة - صفحة 5 Color10
ادارة المنتدي تاريخ الآباء البطاركة - صفحة 5 2210

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات كنائس المحله الكبري

+++++تاريخ الآباء البطاركة - صفحة 5 65481010+++++

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تاريخ الآباء البطاركة - صفحة 5 Color10
ادارة المنتدي تاريخ الآباء البطاركة - صفحة 5 2210

منتديات كنائس المحله الكبري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تاريخ الآباء البطاركة

    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:21 pm

    البابا غبريال السابع


    مضي وقت تردّت فيه الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر أثناء حكم الدولة العثمانية، ظهرت عناية رب الكنيسة في اختيار "مطيّب القلوب" الراهب "روفائيل" من دير السريان وهو نفس اسمه بالميلاد، وكان من قرية أبو عايشة من أعمال القوصية والدير المحرق. وكان أبوه كاهنًا لكنيسة الشهيد مرقوريوس بمصر القديمة وقد شجّعه على حياة الرهبنة، واتفقت عليه الآراء بسرعة ونال كرامة البابوية سنة 1525م باسم حامل البشارة "غبريال" وهو أول بطريرك يُختار من دير السريان، وذلك في عهد السلطان سليمان.

    مُنَجِّم يهودي يثير السلطان العثماني

    قد واجه في أول سني خدمته حسد الشيطان عن طريق منجم يهودي يلتجئ إليه السلطان العثماني سليمان الذي خلف والده سليم الأول، إذ أشار إليه هذا المنجم أن حُكمه سيكون في خطر طالما بقى النصارى في مصر وبلاد الشرق، إذ ربما يشجّعون الروم ضده. وقد أخذ برأيه فعلاً، ولكن قبل أن يصدر أمره بالقضاء على القبط تجلت العناية الإلهية على لسان وزير هذا السلطان واسمه بيروز باشا إذ قال له: "إن فعلت هذا خربت مملكتك" فلم يستمر على رأيه. التجأت الكنيسة للصلاة والطلبة لأنه ليس لنا معين في شدائدنا وضيقاتنا سوى الآب السماوي.

    تعمير الأديرة

    من مآثر هذا البابا الجليل تعمير دير أنبا أنطونيوس بالأنفس والمباني وقد كتب عنه في سجلات في دير أنبا أنطونيوس العظيم: "كان هذا الأب طويل القامة معتدل الخلقة، والروح القدس حال عليه وكان له اجتهاد كبير في الصلاة والصوم والنسك، مع الاجتهاد الكبير في عمارة الأديرة وتشييدها، وفتح في زمانه دير القديس الطاهر أنبا أنطونيوس بالعربة، وعمَّره عمارة حسنة روحانيًا وماديًا وكذلك دير أنبا بولا".

    لما قام عرب بني عطية ونهبوا دير القديس بولا وضربوا وقتلوا أحد رهبانه وشتتوا بقية الرهبان، اهتم بالبابا بتعميره. أعاد تعمير ديري أنبا بولا وأنبا أنطونيوس من رهبان دير العذراء السريان، وما زال بعض أواني الديرين تحمل اسم العذراء السريان، كما شرع في تعمير دير المحرق بجبل قسقام ودير الميمون.

    إعادة الصلة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا

    من محبة اللّه للكنيسة أن أعاد الصلة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا، التي كانت قد انقطعت بسبب المماليك واضطهادهم للقبط، مما دعا الأثيوبيبن لرسامة مطران برتغالي كاثوليكي، أطلق عليه بابا روما "بطريرك الإسكندرية"، ولكن عندما اعتلى الإمبراطور جلاوديوس (أقلاديوس) عرش أثيوبيا أوقف المطران البرتغالي، وطلب من البابا السكندري رسامة مطرانٍ لبلاده، فرسم لهم أنبا يوساب الثالث وتلقّاه الأثيوبيبن بكل ترحاب، وسمح للكاهنين الروميين اللذين كانا يخدمان في أثيوبيا بالبقاء في خدمتهما بناء على طلب البابا الروماني.

    عاد المطران اللاتيني إذ رأى استحالة ضم الكنيسة الأثيوبية إلى الكنيسة الرومانية، وأخبر أسقف روما بذلك. استاء أغناطيوس أحد رؤساء الرهبنة في روما من هذا الفشل المعيب وطلب من أسقفه أن يرسله إلى أثيوبيا، لكن الأسقف خشي على حياته وأرسل شخصيًا آخر يُدعى نونو باريتو وكاهنين آخرين. ذهب الثلاثة إلى جوا فأقام باريتو فيها بينما أكمل الكاهنان طريقهما حتى التقيا بالملك إقلاديوس الذي قابلهما بكل لطفٍ وأفهمهما أنه يرفض قطعيًا الخضوع لسلطة أسقف روما، وأنه لا يخضع إلا لكرسي مارمرقس الإنجيلي.

    بلطفه سمح لهما بالإقامة في بلاده وهو واثق من ثبات شعبه على أرثوذكسيتهم.

    إذ مات أقلاديوس خلفه أخوه مينا فأظهر سخطًا على الكاهنين، فأثارا أحد كبار الجيش لعقد محالفة مع المسلمين ضد الملك مينا. وإذ بلغ مينا الخبر قام بتأديب العصاة.

    شعر أسقف روما بفشل إرساليته الثانية لأثيوبيا فبعث رسلاً إلى البابا غبريال يطلب منه الانضمام إلى الكنيسة اللاتينية، فقابلهم البابا بكل لطف وأخبرهم أنه لا ينحرف عن التمسك بالعقيدة قيد شعرة. طلب الرسل من البابا أن يسأل ملك أثيوبيا ألا يمس الكاهنين الرومانيين بسوء، وبالفعل سمح لهما الملك بالإقامة، لكنهما لم يُحسنا السير حتى كاد الأثيوبيون أن يقتلوهما. قدما تقرير لروما جاء فيه "إن إثيوبيا لا ترتد عن إيمانها إلا بقوة السيف"، فاستدعاهما الأسقف.

    ضيق في الكنيسة

    لم تهنأ الكنيسة في أيام حبريته بالاستقرار، إذ أصدر الحاكم التركي أمره بأن يدفع غير المسلمين ألفى دينار - بسبب سفر الجيش المتوجه به سنان باشا الوزير العثماني - واستعمال العنف في جمعها دون مراعاة لمقام أو لسن أو كرامة. فاعتكف البابا حزينًا في دير أنبا أنطونيوس، وظل في صلواته واعتكافه حتى فارق الحياة يوم الثلاثاء 29 بابة 1285ش/ 1570م، ونُقِل بعدها جسده الطاهر إلى كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة في مقبرة جديدة تحت جسد القديس مرقوريوس بعد تجنيزه للمرة الثانية.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:21 pm

    البابا يؤانس الرابع عشر


    حالة قلق وعدم استقرار

    لم تكن الضيقة التي حلّت بالكنيسة في أواخر أيام البابا غبريال السابع سببًا في انتقال البابا فقط، ولكن أيضًا سببًا في حالة القلق وعدم الاستقرار التي ألمَّت بالقبط في مصر. وبالتالي ظل الكرسي البابوي شاغرًا ما يزيد على ثلاثين شهرًا، بعدها اختاروا الراهب "يوحنا المنفلوطي" من دير العذراء "البرموس" ليصبح البابا يوأنس الرابع عشر، السادس والتسعين من باباوات الإسكندرية، وكانت رسامته في 17 إبريل سنة 1571م في عهد سلطنة سليم الثاني العثماني.

    من مآثر هذا البابا المختبر محبة الله أن مراسيمه البابوية كانت تحمل عبارة "الهدى بالله الهادي" بجوار توقيعه وتحتها يكتب عبارة "الخلاص للرب إله الخلاص".

    ملابس سوداء

    قد قام البابا الوقور كثير الأيام برحلة رعوية إلى سائر كنائس بلاد مصر والشعب القبطي لرعايتهم وجمع الجزية المفروضة على الكنيسة. وقد قام بزيارتين مماثلتين بعد ذلك عندما اشتد الضيق على الكنيسة، خصوصًا بعد أن أصدر السلطان العثماني لولاته في مصر فرمانًا عاليًا بالتشدد في أن يلبس القبط جميعًا الملابس السوداء وأيضًا العمامة السوداء، وكان رد فعل السماء عجيبًا إذ تفشى في العباد مرض الطاعون الذي حصد الكثيرين من غير القبط، فلبس الجميع الملابس السوداء الأقباط بالأمر العالي وغيرهم حزنًا على موتاهم.

    طلب الانضواء تحت كرسي روما

    انتهز البابا الروماني إكليمنضس الثامن Clement VIII فرصة الضيق الذي حل بالقبط وطلب إلى البابا السكندري الانضواء تحت كرسي روما، ولم يَبِتّ البابا في الأمر بشكل حاسم، ربما لأنه كان يميل إلى وضع اتفاق مع بابا روما بسبب بساطته وشيخوخته وميله لحماية أولاده من الضيق الشديد، لكن الأساقفة عارضوه بشدة.

    انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار دون أن يلبي للبابا الروماني طلبه. ادعى بعض المؤرخين الكاثوليك بأن البطريرك مات مسمومًا، غير أن كثير من المؤرخين الغربيين ينفون ذلك.

    دفن في "برما" ثم نقل جسده إلى دير السريان في برية شيهيت، وكانت نياحته سنة 1586م في أيام سلطنة مراد الثالث العثماني.

    قام والى مصر بالقبض على رسل أسقف روما كعيون غرباء، واتهمهم بالقاء دسائس الفتنة بين الرعايا، وسجنهم. رقّ لهم بعض كبار الأقباط ودفعوا خمسة آلاف قطعة من الذهب مقابل اطلاق سراحهم، ليعودوا إلى بلادهم فشكرهم سكتوس الخامس أسقف روما على نبل تصرفهم.

    شهداء النوبة

    قد كان ملوك النوبة حتى القرن السادس عشر مسيحيين خاضعين للسلطان المصري يدفعون له الجزية، ولكن بعد الفتح العثماني أخذت الحكومة المسيحية في بلاد النوبة تضعف تدريجيًا حتى حلت محلها حكومة إسلامية. اجتهدت في محو النصرانية من تلك البلاد، فكثر عدد الشهداء وأَسلم الكثيرون، ومن خلُص من الموت هاجر إلى مديرية أسوان واستوطنوا فيها، ومن بقي في بلاد النوبة صار في عاداته كالمسلم سواء، وهكذا زالت المسيحية من تلك البلاد.

    وفي أيّامه استشهد القديس يوحنا القليوبي.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:22 pm

    البابا غبريال الثامن


    تم الاتفاق عليه واختياره بسرعة بعد فترة لا تزيد على تسعة أشهر على انتقال البابا يوأنس الرابع عشر، وهو الراهب "شنودة" من دير الأنبا بيشوي، وتمّت مراسيم سيامته للكرامة البابوية في كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة يوم عيد الملاك غبريال، باسم البابا غبريال السابع في 16 بؤونة سنة 1306ش و1590م في أيام السلطان العثماني مراد الثالث. وقد كان أكبر الأساقفة سنًا هو الأنبا زخارياس أسقف القدس الذي ترأس حفل السيامة.

    لما كانت الكنيسة في يد حاميها وراعيها الذي لا يغفل ولا ينام، فقد دافع عنها إلهها وفاديها ضد قوى الغدر والبطش والإرهاب. ففي الوقت الذي فيه تزايد الضغط على القبط لدفع الجزية والتشدد في جمع أضعافها، انتشر الطاعون مرة أخرى في العباد والبلاد - دون الأقباط - بل وتزلزلت الأرض من تحت أقدام الولاة وانهارت المنازل وتشقق جبل المقطم، وحلت بمصر الكوارث من كل ناحية، والكنيسة في يد ربانها تمخر وسط بحر العالم الهائج في اطمئنان وسلام.

    لأول مرة أيضًا نسمع عن "عادة التدخين" وانتشارها في مصر في تلك الفترة. وقد حاول البابا الروماني مرة ثانية إخضاع الكنيسة القبطية لسلطانه، ولكن البابا الساهر أنهى مباحثات مبعوثي البابا بالتمنيات الطيبة للحبر الروماني قائلاً: "وعندما نحس أن رب الكنيسة قد تخلّى عنها، سنلجأ إلى البابا الروماني لكي لا يتخلى عنها". بل وامتدت أنظار البابا السكندري لحماية الكنيسة في أثيوبيا فحذر - في رسالة أبوية - الملك والإكليروس في أثيوبيا من الانحراف عن الإيمان المستقيم الذي دفع ثمنه الرسل والشهداء وآباء الكنيسة الكبار، وفشلت جهود روما في تحويل أثيوبيا أيضًا مما دعا البابا الروماني إلى عدم السير في خطة أسلافه.

    قد قام الوالي بعزل البابا مدة من الزمن، ثم أُعيد إلى كرسيه في أيام السلطان مراد الثالث العثماني. وفي سنة 1602م أصدر البابا غبريال قرارًا بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية كما يأتي:

    1. أن يكون صوم الرسل من يوم عيد العذراء 21 بؤونه وفطره في 5 أبيب.

    2. أن يكون صوم السيدة العذراء الذي يحل في شهر مسرى اختياريًا، فمن صامه وفاءً لنذر قطعه على نفسه فله ثوابه ومن لم يصمه فلا جناح عليه.

    3. أن يبدأ صوم الميلاد من أول شهر كيهك ويكون فطره عيد الميلاد.

    4. أن لا تصام ثلاثة أيام نينوى.

    وقد وافقت عليه الأمة القبطية وقتئذ.

    وأخيرًا تنيّح في سنة 1603م، ودفن بمقبرة دير السريان، وذلك في أيام السلطان العثماني أحمد الثاني.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:23 pm

    البابا مرقس الخامس


    سيامته بطريركًا

    من دير القديس مقاريوس الكبير ببرية شيهيت، اتفق الأساقفة والأراخنة على اختيار الراهب "مرقس المقاري" الذي من بلدة البياض ببني سويف، وتمت مراسيم سيامته في كنيسة القديس مرقوريوس (أبى سيفين) بنفس اسم كاروز الديار المصرية في 26 بؤونة 1327ش 1603م ليكون الثامن والتسعين من باباوات الإسكندرية، وذلك في أيام السلطان محمد الثالث.

    بدأ البابا الجديد أيام خدمته على الأرض بافتقاد شعبه في كل مكان حتى إلى القدس ليقوى عزائمهم ويثبت إيمانهم مستخدمًا ما وهبه الله من سعة العلم والتضلع في الشرائع.

    متاعب للبابا من داخل الكنيسة

    ومن العجب أن تأتى المتاعب للبابا الجديد من داخل الكنيسة، إذ اتجه الموسرون من القبط إلى الزواج بأكثر من واحدة، ولما وبخهم البابا وحرمهم للتعدي على الشرائع المسيحية غضبوا وأوعزوا للوالي العثماني بالقبض عليه وسجنه وفعلاً تم القبض على البابا وسجنه.

    والمرجح أن أسقف دمياط انضم إلى هؤلاء المارقين ظنًا منه أنه يستطيع أن يحل محل البابا، ولكن وقف القبط وقفة رجل واحد حتى أفرج الوالي عن باباهم، وانعقد مجمع مقدس حرم من تزوج بأكثر من واحدة، وحرم الأسقف الذي انحاز مع الهوى. وليس غريبًا أن الوالي ينقلب على هؤلاء المنحرفين ويطردهم من مناصبهم فيتشتتون في كل صوب بعد مصادرة أموالهم وأملاكهم.

    متاعب من الأتراك

    تجلت وطنية الأقباط في عدم اشتراكهم في الثورات التي قامت من طنطا إلى القاهرة ضد الحكم التركي، ومع هذا عندما أخمدها الترك لم يفرقوا بين غادر وعابر.

    متاعب من روما

    نجح البابا الروماني في استمالة ملك أثيوبيا واعتبر من ليس معه فهو عليه، فأغلق كنائس القبط وحتم إعادة معمودية الأقباط وإعادة تكريس الكنائس التي استولى عليها فثار الشعب بمساندة المطران القبطي، وقامت حرب أهليه استمرت ما يزيد على ست سنوات راح ضحيتها الكثير من الأثيوبيين. ولم تفلح المناورات الرومانية في الاستمرار في أثيوبيا، كما لم تفلح الضيقة العثمانية التي أحكمها الولاة على أقباط مصر، ووسط الدفاع الإلهي عن كنيسة الآباء والأجداد انتقل البابا مرقس سنة 1619م في أيام السلطان عثمان وولاية مصطفى باشا على مصر، وتمت المراسيم الجنائزية على جسده الطاهر في كنيسة العذراء بحارة زويلة - المقر البابوي آنذاك - ثم نقل بعدها جسده إلى ديره ببرية شيهيت.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:23 pm

    البابا يؤانس الخامس عشر


    لم ينقضِ أسبوع واحد على انتقال أنبا مرقس الخامس البطريرك الثامن والتسعين سنة 1619م حتى اتفقت الآراء بسرعة عجيبة على اختيار الراهب الأنطوني "يوحنا الملواني" العالم بالكتب المقدسة المشتهر بنقاوة القلب والتقوى والورع، وكانت رسامته في أيام السلطان عثمان وولاية مصطفى باشا والي مصر.

    القاضي العادل

    من سمات هذا الأب المبارك عطفه الشديد على الكهنة، ولم يكن يحابي بالوجوه، كسيده لم يكن يظلم أحدًا، لذا لقبوه باسم "القاضي العادل".

    أوبئة ومجاعات واضطرابات

    في أيّامه سنة 1622م حدث وباء أُطلق عليه الموت الأسود، كما حدث وباء آخر سنة 1625م، وخلال هذه الأوبئة والمجاعات والاضطرابات ذاق الأقباط ظلمًا مضاعفًا، فكثيرًا ما كانوا يلزمونهم بالسير على الشمال ليتركوا اليمين لغيرهم، وكثيرًا ما كانوا يمنعونهم من ركوب الخيل. وما هو أَمَرّ من هذا كله كثيرًا ما كانوا يمنعونهم من إقامة شعائرهم الدينية والتضييق عليهم بكل نوعٍ.

    رغم اضطراب البلاد من جراء الضيق الذي فرضه الأتراك على المصريين عامة والقبط خاصة، والتعسف في جمع الضرائب بأنواعها، فان البابا السكندري قام برحلتين رعويتين يُثَبِّت فيها المؤمنين بحب جارف نحو الكنيسة.

    رجل مبادئ

    وكانت مبادئ البابا سببًا في القضاء عليه، ففي طريق عودته من رحلته الثانية في أنحاء مصر دخل بيت رجل غنى قبطي في أبنوب عُرف عنه عادة التَسَرِّي المرفوضة. وإذ انتهره البابا ناصحًا إيّاه أن يقلع عنها لم يقبل النصح والإرشاد فقط بل وأيضًا دسّ السم لسيده في الطعام، مما أدى بحياته في طريق عودته إلى مقر كرسيه، وكان ذلك سنة 1629م في أيام السلطان مراد الرابع، وصلّوا عليه في دير القديس أنبا بشاي بالبياضة.

    الكاثوليك في أثيوبيا

    في عهده مات الملك الأثيوبي الذي اعتنق الكاثوليكية وتولى ابنه باسيليوس الحكم فاضطهد تابعي الكاثوليك، وطلب من بابا الإسكندرية أن يرسل إليه مطرانًا. سمح للمرسلين الكاثوليك بالبقاء في بلاده بشرط إلا يتعرضوا لعقيدة أهلها.

    أدرك أنهم يعملون على استحضار جيش البرتغاليين لتأييد مذهبهم بالقوة فأمرهم بالرحيل، لم يطيعوا الأمر واتفقوا مع أحد العظماء في أثيوبيا وكان عاصيًا للملك واتحدوا معه. لكنه بعد اتحادهم معه باعهم عبيدًا لتجار الأتراك، فاستخلصهم الملك من أيدي التجار، لكن الشعب قام بقتلهم، إذ أدركوا الدسائس التي يمارسونها. بهذا هدأت البلاد، ومنع الأثيوبيون دخول الغرباء لغير التجارة وكسب العيش.

    مخطوطاته وكتاباته

    ترك هذا البابا الجليل مخطوطات عن القراءات اليومية في الكنيسة "القطمارس" مكتوبة بطريقة شعرية، وصلوات البصخة تبعًا لما رتّبه أنبا غبريال بن تريك البابا السبعون، وكاتبها القس يوسف الزير البرماوى، باللغات القبطية والعربية والتركية، وإبصالية للشهيد العظيم مار جرجس مرتبة بالحروف الأبجدية القبطية، وله أيضًا كتاب "اللقّان" فيه مديحًا لقديسي برية شيهيت.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:24 pm

    البابا متاؤس الثالث


    في زيارته الرعوية إلى الوجه البحري زار برما وطنطا ثم اتجه إلى موطنه الأصلي طوخ النصارى الذي قابله شعبها بحفاوة بالغة، وطلبوا إليه أن يمكث وسطهم، فظل بينهم ما يقرب من العام. وفي سبت لعازر سنة 1646م، بعد أن انتهى من القداس الإلهي وبارك الشعب وصرفه دخل إلى حجرته ونام نومته الأخيرة ووجهه مشرقًا، مسلمًا روحه الهادئة في يد خالقها، راقدا في شيخوخة صالحة ودفن بكنيسة مارجرجس بطوخ دلكة (طوخ النصارى)، وكان ذلك في أيام السلطان إبراهيم الأول وكان والي مصر محمد باشا بن حيدر باشا.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:25 pm

    البابا مرقس السادس


    سيامته بطريركًا

    لم تنقضِ عشرون يومًا على نياحة الأنبا متاؤس الثالث حتى اختير الراهب مرقس البهجوري الأنطوني بناء على مشورة أرخن ذي رأى مسموع اسمه "بشارة"، فوصلوا إلى ديره واستحضروه إلى القاهرة حيث تمت سيامته في أيام الخماسين المقدسة، وصار البابا الواحد بعد المائة على كرسي الإسكندرية.

    نشأ هذا الأب في ناحية بهجورة بالوجه القبلي، وترهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس باسم الراهب مرقس الأنطوني. وقد سيم بطريركًا في سنة 1646م وكان ذلك في أيام السلطان إبراهيم الأول وكان محمد باشا بن حيدر باشا واليًا على مصر.

    عودة الرهبان إلى أديرتهم

    في مستهل بابويته أصدر أمرًا بوجوب عودة الرهبان إلى صوامعهم وأديرتهم مما يتفق مع القوانين الكنسية والقواعد الرهبانية.

    استاء من هذا القرار بعض الرهبان فلم يرضخوا له بل والتجأوا إلى الوالي يشكوه سوء معاملة البطريرك، فوجدها الوالي التركي فرصة طيبة للقبض على البابا القبطي وإيداعه السجن، ولم تنقضِ أيام حتى عاد زعيم المارقين واسمه "قدسي" إلى رشده واتجه إلى الوالي ينفى الاتهامات ويطلب الإفراج عن البابا ولكن الوالي فرض ضريبة ضخمة على الكنيسة وأكابر القبط.

    اضطهاد الأقباط

    تنقل البابا بين ربوع مصر لمدة أربع سنوات ليس من أجل رعاية شعبه ولكن لجمع الأموال قصرًا من الكنائس وكبار القبط حتى ولو بطريقة غير لائقة وأسلوب عنيف، وانتهز الوالي الفرصة فصب على الأقباط جام غضبه وأصدر أوامر مشددة بأن يمتنع أي قبطي عن ركوب الخيل ولا حق لهم في ارتداء الملابس الملونة الحمراء وإنما فرض عليهم الملابس الزرقاء فقط. وأصدر أوامر أخرى أشد تعسفًا بأن يرث الوالي من يموت من القبط، فحرم بذلك الأرامل والأيتام حقوقهم الشرعية والطبيعية، ولكي تزداد ثروة الوالي كان يأمر بقتل قبطي أو اثنين يوميًا حتى بلغ من قُتلوا في أيامه من القبط - من أجل الميراث - ألف ومائتي رجلاً.

    نياحته

    ليس غريبًا أن مثل هذا البابا ينتقل إلى دار البقاء يوم الجمعة العظيمة إذ ينشغل الكل بأحداث الصلب والفادي وبالتالي تقل قيمة كل إنسان سواه وصُلى على جثمانه ساعة من ساعات البصخة كالمعتاد ثم تمت صلوات التجنيز يوم سبت النور ودُفِن في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين بمصر القديمة بعد أن قضى على الكرسي البابوي ما يزيد على العشر سنوات، وكانت نياحته سنة 1656م، وخلى الكرسي بعده أربع سنوات وسبعة شهور وستة عشر يومًا.

    الكاتب القبطي يوسف أبو دقن المنوفي

    كتب يوسف أبو دقن المنوفي دافعًا عن الإيمان المستقيم بأسلوب مهذب لا يخدش أية طائفة أخرى، كما أوضح كيف استؤمن القبط على أموال الدولة وخدماتها. وعند حديثه عن الرهبان والراهبات أشاد بنسكهم وتقشفهم ودقة تعاليمهم ومحافظتهم على الطقوس الكنسية وتواجد أديرة الراهبات بجوار الكنائس.

    ومن كتابات هذا الأرخن المؤرخ "مختصر دقيق لطقس رفع بخور عشية وباكر" وطقس تقديم الحمل المقدس. وأشاد بمهارة القبط في صناعة المجوهرات والحلي بالإضافة إلى النجارة والحدادة والخياطة وصنع الأحذية والحفر على الخشب والجلد والمعادن إلى جانب حذق الأقباط في الهندسة والعمارة والفلك، وكانت الكتاتيب (المدارس) الملحقة بالكنائس يتعلم فيها الجميع دون تفريق مبادئ القراءة والحساب والجغرافيا واللغتين القبطية والعربية.

    بالرغم من موقف القبط هذا من الدولة، إلا أن التعصب الأعمى جعل الترك يزعمون أن اضطهاد القبط هو مفتاح للجنة فقتلوا الكثيرين، مع أن القبط كان لهم دورهم الكبير في حياكة الستور والأغطية التي يستتر وراءها جدران الكعبة في مكة عندما أعيد بناؤها بعد نزول سيل جارف عليها فهدمها آنذاك.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:25 pm

    البابا متاؤس الرابع


    كان يدعى الراهب القمص جرجس الميري وكان رئيسًا لدير البراموس، سيم بطريركًا سنة 1660م في أيام السلطان محمد الرابع. وفي نفس السنة نقل الكرسي البطريركي من حارة زويلة إلى حارة الروم 1660م.

    في سنة 1669م حدث حريق كبير في أيامه جهة حارة زويلة مات فيه كثيرون. وفي سنة 1670 م انتشر وباء عظيم بمصر وضواحيها.

    اضطهاد الأقباط

    عاني البابا من سوء معاملة الأتراك له إذ كان الوحيد من دون بطاركة الطوائف الأخرى الموضوع تحت مراقبة الأتراك، فكان ممنوعًا من الخروج، كما كان محرمًا عليه الاتصال بالجاليات الأجنبية، وغير مسموح له بالسفر إلى أية جهة، وكانت حياته مهددة في كل لحظة. كان الأقباط هم الطائفة الوحيدة من غير المسلمين التي تُعامَل باضطهاد شديد من المسلمين يعاملون للقبط بإهانة أكثر من يهود مصر. فكانوا يسيئون إليهم ويغلقون لهم الكنائس ويقفلون عليهم أبواب بيوتهم لأتفه الأسباب ويظلمونهم ظلمًا فاضحًا حتى يرغمونهم بدفع غرامات مالية باهظة. وفي سنة 1672م قاسى الأقباط اضطهادًا فظيعًا لأن بعض الجند الأتراك قاموا بذبح امرأة خليعة وألقوا بجثتها قريبًا من بركة الأزبكية، فقام العساكر ظلمًا وعدوانًا بغلق بيوت النصارى المتاخمة لهذه المنطقة وأجبروهم على دفع غرامة قدرها ألف دينار دية لهذا الدم المسفوك إذا أرادوا أن يفتحوا بيوتهم ويذهبوا إلى إعمالهم.

    شفاعة القديس مرقوريوس

    حدث ذات مرة أن أراد الغوغاء أن يهدموا كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، ولكي يصبغوا على عملهم بصبغة قانونية عينوا من قِبَل الدولة أغا للقيام بتنفيذ هذه المهمة. فلما بلغ الخبر للبابا متاؤس اغتم غمًا شديدًا وأقام ليلة ساهرًا متشفعًا وطالبًا مساعدة القديس مرقوريوس، وما كاد الجند يقتربون من الكنيسة حتى وقع عليهم حائط بجوارهم فماتوا جميعًا، وشاع الخبر في المدينة كلها فاضطربوا وعدلوا عن مشورتهم الرديئة.

    أخيرًا تنيح البابا متاؤس سنة 1675م ودفن في مقبرة البطاركة بمصر القديمة.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:26 pm

    البابا يؤانس السادس عشر


    الشهير بالطوخي، كان من ناحية طوخ النصارى بالمنوفية، وكان اسمه إبراهيم وترهب بدير الأنبا أنطونيوس باسم الراهب إبراهيم الأنطوني، وسيم بطريركًا باسم البابا يوأنس سنة 1676م.

    ملابس سوداء

    حدث في أيّامه أن اشتد الغلاء في البلاد وكان ذلك في سنة 1678م، وفضلاً عما أصاب البلاد من الغلاء، نودي في نفس السنة أن يُعلِّق النصارى في رقبتهم جلجالان وفي رقبة اليهودي جلجال واحد، وأن يضع كلٍ من اليهود والنصارى عمائمهم، وألا يلبسوا أثواب من الجوخ أو الصدف، كما أنه نودي ألا تأتزر نساء النصارى بمآزر بيضاء وتكون ملابس النصارى عمومًا سوداء.

    التعمير

    في أيّامه أقام نُظَّارًا لكل كنائس القاهرة وقام بتعمير القلاية البطريركية بحارة الروم وتعمير كنائس وأديرة ومحلات القدس. وأرسل المعلم لطف الله إلى السلطان لرفع جزية المال عن حارة الروم.

    قام بزيارة الوجهين القبلى والبحرى مفتقدًا أحوال الشعب، وكان في صحبته رجل من أراخنة الأقباط يدعى جرجس الطوخي. وقد ساعده هذا الأرخن على عمارة ما اندثر من الكنائس والأديرة، خاصة دير القديس بولا الذي كان قد خُرّب منذ أعوام طويلة، فعمّره هذا البابا، وأعاد إليه الرهبان بعد أن خلى من الرهبان حوالي مائة عام.

    حدث في أيّامه غلاء شديد وفناء للبشر بسبب عدم وفاء النيل، وما نتج عنه من وباء وغلاء وذلك في سنة 1695م.

    كما حدث في أيّامه ترتيب طقس "علبة الذخيرة المقدسة" وحملها للمرضى والمقعدين والمطروحين في منازلهم، وصار العمل بهذا الترتيب إلى يومنا هذا.

    صُنِع في أيّامه الميرون المقدس وذلك سنة 1703م، كما زار في أيّامه دير الأنبا أنطونيوس ثلاث مرات، وقام بتعمير دير الأنبا بولا أول السواح، وأيضًا فصل وقف دير الأنبا أنطونيوس عن أوقاف دير الأنبا بولا.

    إغلاق الكنائس وحدوث كوارث

    في زمنه أيضًا وقع اضطهاد على الأقباط سنة 1701م، في زمن ولاية أحمد قرة محمد باشا، الذي سعى إليه أحد الحاسدين مدعيًا أن طائفة النصارى أقامت مبانٍ جديدة في كنائسهم، فقام الوالي ببحث الأمر وأمر بإغلاق الكنائس، وهدم ما تم تجديده، ولم يشفع في ذلك ويلغي الأوامر سوى تقديم مبلغ خاص له وهو "صرة من الدراهم".

    كذلك في زمنه حدث عدم وفاء النيل وأعجوبة فيضانه على يديه، وفي سنة 1711م حدثت زلزلة عظيمة وحل الجراد بالبلاد وكان ذلك في عيد القيامة المجيد، فرحم الله العباد بنزول الأمطار وإطلاق الرعود فمات الجراد ونجت البلاد من مصائبه.

    حدث سنة 1718م وباء شديد آخر مات من جرائه خلق عظيم، وتنيّح به البابا ودفن في مدفن البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، وذلك في مدة حكم السلطان العثماني أحمد الثالث.

    كتاب مولييه

    فى أيام البابا حضر إلى مصر قنصل فرنسى يدعى مولييه وذلك في عام 1692، ووضع كتابًا عن مصر جاء فيه عن الأقباط:

    [إنهم أقل جهلاً وغشومة، ولكنهم متشبثون بما يحسبه غيرهم هرطقة...

    مع ما كان عليه المرسلون اللاتين من المهارة والجدارة لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحدًا منهم رغمًا من طول بقائهم بينهم، وعمل كل ما في وسعهم لإقناعهم...

    إنه لما لم يقوً المرسلون على اجتذاب القبط إليهم بالإقناع دبروا حيلة أخرى، فصاروا يوزعون صدقات نقدية على من يحضر منهم إلى كنيستهم، فالتجأ إليهم جمع كبير من الفقراء. ولما استبدل رئيس الدير بغيره ألغى الصدقة بهذه الكيفية، ولذلك لم يعد من الفقراء من يقرب كنيسة الإفرنج.

    طلب لويس الرابع عشر ملك فرنسا (من القنصل الفرنسى) أن ينتخب ثلاثة من شبان الأقباط الأذكياء من عائلات طيبة يرسلهم إلى فرنسا ليتعلموا على نفقة الحكومة الفرنسية، فلم يرضَ أغنياء الأقباط أو فقراؤهم أن يسلموهم أولادهم خوفًا من يغيروا معتقدهم.]

    ذكر أيضًا أن بمجرد اشاعة الخبر بأنهم فتحوا مدارس لتعليم الشبان منع الأقباط أولادهم عنها فصارت خاوية، ولم يبقً مع الكاثوليك سوى بضعة أفراد، الذين أخذوهم من والديهم وهم أطفال من أولاد الفقراء وربّوهم منذ نشأتهم على المعتقد الكاثوليكي، غير أن هذه الطريقة التي عمدوا إليها، لم تنجح أيضًا، فإن كثيرين من الذين علموهم في روما عندما عادوا إلى أوطانهم شق عليهم ترك عقيدتهم، ورجعوا إلى كنيستهم مرة ثانية.

    يقول مسيو مولييه "حتى الذين كانوا يتضورون جوعًا وكنا نعطيهم طعامًا امتنعوا عن المجيء إلينا خوفًا من أن نكثلكهم".

    محاولات جديدة للكاثوليك في أثيوبيا

    إذ رأى اللاتين فشل مساعيهم في مصر عادوا للعمل في أثيوبيا. فبعد بعث ثلاث إرساليات آخرها عام 1706م، أرسلوا بإيعاز من لويس التاسع عشر ملك فرنسا طبيبًا لأثيوبيا يدعى دي رول ليُحسن سياسته مع ملكها تمهيدًا لدخول اليسوعيين إلى أثيوبيا. وكان مع الطبيب مترجم سوري يدعى إلياس. وإذ وصلا أثيوبيا قبض الحاكم سنار عليهما وحجز الطبيب وأطلق سراح المترجم، لكي يذهب إلى الملك ويطلب منه السماح بدخولهما بلاده. رد عليه ملك أثيوبيا بأنه إن كان داخلاً كسائح فلا بأس من ترك الحرية له ليدخل بلاده، أما إذا كان داخلاً للكرازة كيسوعي فلابد من منعه من دخول أثيوبيا. تشكك السلطان سنار من جهة الطبيب فبعد أن حجزه ثلاثة أشهر قتله.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:26 pm

    البابا بطرس السادس


    كان يُدعى مرجان، من مدينة أسيوط، عاش في جوٍ عائلي تقوي، وكانت نعمة الله حالة عليه منذ صغره. لمحبته في الزهد والعبادة انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس بدير العربة، حيث لبس الشكل الرهباني، فكان يُجهد نفسه في الصلوات والقراءة مع النسك بروحٍ وديعٍ متضعٍ، فسيم قسًا على يديْ البابا يوأنس السادس عشر (103) في كنيسة السيدة العذراء والدة الإله بحارة الروم.

    بعد تعمير دير الأنبا بولا أقامه البابا رئيسًا للدير.

    بعد نياحة البابا يوأنس أُختير خلفًا له مع بعض الكهنة، وإذ صام الأساقفة والأراخنة وأُقيمت القداسات لمدة ثلاثة أيام وقعت القرعة الهيكلية عليه فسيم باسم البابا بطرس في 17 مسرى 1434ش (21 أغسطس 1718م) في أيام السلطان أحمد الثالث العثماني، وقد حضر الاحتفال كثير من الأوربيين ومن الأرمن وأيضًا العسكر، وكانت بهجة عظيمة وسط الشعب.

    قام بزيارة الوجه البحري، وأجّل زيارته للمدينة العظمى الإسكندرية بسبب الفتنة التي قامت بين الصنجق إسماعيل بك والصنجق محمد جوكس.

    في عهده استشهد المعلم لطف الله من أجل اهتمامه بتعمير الكنائس.

    قام البابا بزيارة الإسكندرية حيث أخفي رأس القديس مارمرقس في موضعٍ أمين مع جملة رؤوس البطاركة خشية سرقتها. وقام بزيارة رعوية لشعبه بالصعيد، كما أرسل مطرانًا لأثيوبيا هو الأنبا خرستوذولوس أسقف القدس.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:45 pm

    البابا يؤانس السابع عشر


    سيامته بطريركًا

    في الوقت الذي كانت فيه مصر والمصريون يئنّون تحت وطأة الفتن والقلاقل من جانب المماليك تجاه الأتراك، ومن السخط الذي ساد الرعية، ومن تعسف جمع الضرائب التي فرضت لأول مرة على الأساقفة والرهبان والكهنة، تشاء العناية الإلهية أن تجتمع كلمة الشعب والإكليروس على راهب اسمه "عبد السيد" من دير أنبا بولا. وهو أصلاً من ملوي انضم إلى مجمع رهبان أنبا أنطونيوس، ضمن الأربعين الذين اختارهم البابا يوأنس السادس عشر لتعمير دير أنبا بولا، وألبسه أنبا بطرس السادس البابا الراحل الإسكيم ورسمه قسًا.

    رسموه بطريركًا للكرازة المرقسية في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين كالعادة آنذاك باسم "يوأنس السابع عشر" وذلك بعد ما يقرب من ستة شهور من نياحة البابا بطرس السادس، وكان ذلك في أواخر مدة السلطان أحمد.

    عند سيامته منع عادة استلام الصليب من يد البطريرك السلف الميت، لأنه فزع من الموقف.

    سيامة مطران لأثيوبيا

    في سنة 1743م أرسل إمبراطور أثيوبيا وفدًا للبابا يوحنا عقب وفاة خيرستوذولو مطران أثيوبيا، طالبًا منه أن يعين أحدًا. وكان الوفد مؤلفًا من قبطي يدعى جرجس وأثيوبيين هما تواضروس وليكانيوس. إذ بلغوا إلى مصوع قبض عليهم الحاكم وسلب نصف أموالهم وأكرههم على الإسلام، فاختفى القبطي أما تواضروس فرشى بالمال وتمكن من الوصول إلى القاهرة، وطلب من البابا سيامة مطران لبلاده.

    أجاب البابا الطلب وسيم المطران عام 1745م. وعاد الاثنان لكن حدث لهما في مصوع ما حدث للوفد عند مجيئه من أثيوبيا فأُلقيَ الاثنان في السجن. استطاع تواضروس بحيلة أن يسهل للمطران الفرار، وبقى هو في السجن حتى طلب مالاً من بلاده دفعه فدية عن نفسه.

    غرامة فادحة

    فى أيّامه اشتدت الضيقة على المسيحيين، ففرضت غرامة فادحة لم يعف منها أحد، وبسببها بيعت الجواهر الكريمة بأثمان بخسة. التزم الكهنة والرهبان والصبيان والفقراء بدفعها.

    التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية

    زاد الأمور سوءً التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية، إذ أسس الحبر الروماني إكليمنضس الثاني عشر تسعة مراكز لأتباعه في أسيوط وأبوتيج وصدفا وأخميم وجرجا والأقصر وأسوان وحتى النوبة في وقت واحد، وكان هدفهم جذب أطفال القبط إلى مدارسهم وإرسالهم في بعثات مجانية إلى روما. وصرفوا ببذخ على الطلبة في مدارسهم في وقت كان الأقباط يرزحون تحت ثقل الضرائب والتعسف، هذا بالإضافة إلى أن الأجانب كانت لهم امتيازات خاصة في مصر كأنهم "دولة داخل دولة"، لهم نظامهم الخاص وطرق حياتهم الخاصة، ولا يجرؤ أحد من الحكام أن ينتهرهم أو يوجه لهم أي لوم أو إهانة، إذ أن لهم الأمر من السلطان العثماني. وبالتالي كانت لمن ينطوي تحت لوائهم نفس الامتيازات مما دفع بعض شباب الأقباط إلى ترك الكنيسة الأم والانضمام لكرسي روما.

    لأول مرة نسمع عن الخلاف الأسري بسبب الزواج المختلط بين الأرثوذكس والكاثوليك، ويقف الآباء ضد الأبناء والأبناء ضد الآباء، وظهرت الشكوى من الإرث والتركات وتعدي الكهنة اللاتين على الكنيسة الأم، مما دفع البابا القبطي إلى رفع الأمر للدولة، فانعقدت محكمه شرعية عليا حضرها شيوخ المسلمين في مصر ورأس الكنيسة القبطية وتمثلت الكنيسة الرومانية، وتحررت حجة من المحكمة الشرعية تسلمها البابا مؤداها: "أن كل من خالف ملته وكان قبطيًا وانتقل من ملة الأقباط إلى مله الإفرنج وثبت ذلك عليه بالوجه الشرعي يكون على الأمراء... إخراج من ينتقل من النصارى اليعاقبة القبطية إلى مله الإفرنج وتأديبه بما يليق بحاله، زجرًا له ولأمثاله".

    رسم بنديكتس الرابع عشر الروماني قسًا قبطيًا كاثوليكيًا كان بالقدس يدعى أثناسيوس مطرانًا سنة 1741م على مصر، غير أنه لم يحضر إليها بل بقيَ كل أيام حياته بأورشليم. وكان نائبه في مصر قس يسمى يسطس المراغي.

    ومن أشهر من استمالوهم في أواخر القرن الثامن عشر شاب قبطي اسمه روفائيل الطوخي من أهالي جرجا، أخذه الكاثوليك وهو صغير وأرسلوه ليدرس اللاهوت في روما، وبعد إتمام دراسته سامه الأسقف الروماني أسقفًا على أرسينو (بالفيوم). حرمته الكنيسة القبطية، وأذ نقم عليه المسلمون استدعاه الأسقف الروماني إليه في روما ثانية ليساعده في تأليف كتب باللغة القبطية وتنقيح كتب الطقوس الكنسية، وعاش فيها حتى مات عام 1807م.

    جاهد بابا القبط بكل الطرق ليحفظ أولاده داخل حظيرة أمهم القبطية الأرثوذكسية، بل وقام بزيارة رعوية إلى تلك البلاد التي أقيمت فيها مقار لكنيسة رومية وساند كهنته ووعظ شعبه بالإضافة إلى إرساله باستمرار للتشديد على حفظ الأبناء من غواية الانحراف بالإيمان. وأيّد أقواله بكتب في العقيدة وضرورة المحافظة على الإيمان "المسلم مرة للقديسين". وكان يركز في كل موضوعاته على كنيسة الشهداء الذين سفكوا دمهم حفظًا للإيمان المستقيم، وأن عمانوئيل الله الذي معنا أكثر بكثير من الذين علينا، وأن ضيقات الدهر الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن، وأن الضيقات طريق لدخول الأمجاد السمائية، وأن هذه الضيقات مهما كانت ضيقات مادية ووقتية، ومن "يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص"، حتى نجح إلى حد كبير بنعمة الروح القدس أن يحفظ الوديعة. ومن أشهر المخطوطات التي لازالت لدينا منذ رئاسة هذا البابا الجليل للكنيسة: مزامير الأجبية، والوصايا العشر، والأسرار السبعة، والنصائح الإنجيلية.

    بعث المندوب البابوي الروماني بالقطر المصري رسالة إلى جماعة الكاثوليك الذين كانوا جميعهم في الصعيد، وذلك تنفيذًا للمعاهدة التي تمت بينه وبين بطريرك الاقباط سنة 1794م. عند معتمد دولة النمسا، جاء فيها:

    1.للمتزوجون من الفريقين حرية اختيار الصلاة بأية كنيسة، قبطية أو كاثوليكية.

    2.من الآن فصاعدًا لا يجوز أن يتزوج الأقباط من الكاثوليك أو العكس.

    3.لا يدخل قسوس كاثوليك بيوت الأرثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الأرثوذكس بيوت الكاثوليك.

    4.لا ينبغي إرغام أي أحد ليصلي بكنيسة معينة، بل يترك لكل واحد حق اختيار الكنيسة التي يحبها.

    5.لا يصح فيما بعد إذا حدث خلاف أن يُرفع الأمر إلى رجال الحكومة بل إلى الرؤساء من الكنيستين ولهم حق مقاصة المعتدي.

    من الأحداث الغير عادية التي عاصرتها الكنيسة في حبرية البابا يوأنس السابع عشر إظلام الشمس في رابعة النهار وظهور النجوم حتى ظن الناس أن القيامة العامة أصبحت على الأبواب، حتى عاودت الشمس ظهورها بعد حوالي الساعتين. وفيها أيضًا حريق كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم مساء أحد القيامة ورغم نجاح الوالي وجنده في إطفائها إلا أن الرعاع نهبوا ما وصلت إليه أيديهم تحت دعوى إطفاء الحريق.

    من رجال الكنيسة والدولة

    من رجال الكنيسة والدولة في ذلك العصر من وثق بهم الولاة وكبار المسلمين واستأمنوهم على أسرارهم وأسرهم وأموالهم، المعلم جرجس السروجي الذي بنى كنيسة في دير الأنبا بولا على نفقته الخاصة، وصحب الأنبا بطرس السادس ومن معه لتكريسها.

    والمعلم نيروز والمعلم رزق الله البدوي والمعلم بانوب الزفتاوى، الذين قيل عنهم أنهم فكوا أسر الكثيرين من المسجونين نتيجة ديونهم، أو الذين عجزوا عن دفع الجزية.

    والمعلم لطفي النطروني ومنهم أيضًا أبو سالم النصراني الطبيب الفصيح الذي كان يأنس السلاطين بالجلوس إليه، لعذوبة أقواله وحلاوة منطقه وغيرهم، كثيرون ممن لم ينسَ الله تعب محبتهم.

    انتهت حبرية البابا الخامس بعد المائة سنة 1745م بعد صمود ضد الحروب الشيطانية الخارجية والداخلية، وبعد أن كان الربّان الماهر لكنيسة الله في فترة الطوفان التي عاصرها، ودخل إلى الفردوس بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ثمانية عشر سنة وبضعة أشهر.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:46 pm

    البابا مرقس السابع


    رفع المؤمنين من الأرض إلى السماء!

    اسمه سمعان، ترك العالم ودخل دير الأنبا بولا أول السواح ورسمه البابا يوأنس السابع عشر قسا لما امتاز به من الرحمة وحب الخير للجميع وعذوبة الصوت وفصاحة المنطق، فكان عندما يصلى يرفع المؤمنين من الأرض إلى السماء فيتمتعون بتسبيح السيرافيم مؤكدًا ما جاء في القداس الأغريغوري: "اقبل منا نحن أيضًا تسبيحنا مع غير المرئيين، احسبنا مع القوات السمائية".

    سيامته بطريركًا

    بعد مرور أربعين يوما على نياحة البابا يوأنس السابع عشر كانت الآراء قد اتفقت على اختياره ليصبح البابا السادس بعد المائة باسم "مرقس"، وذلك في ذكرى دخول السيد المسيح له المجد أرض مصر.

    ولان مرقس هذا كان رجل صلاة ولم يكن ممن اختبروا مرارة الحياة وضنكها فقد تركته العناية الإلهية لمدة عامين لكي يتبلور ويؤهل لمواجهة الصعاب والضيقات، وفعلا بعد عامين من هدوء نسبى ساد عصره التقى فيها بشعبه فعرفهم وعرفوه وصلى معهم وعنهم وصلوا معه وعنه لكي يؤازره الله ثم بعدها تبدد السلام بفتنه بين الأمراء والعسكر المماليك استمرت 8 شهور.

    أول أسقف على "الشعب القبطي الكاثوليكي"

    حالما انتهت الضيقة الخارجية بدأت الضيقة الداخلية إذ بادر الكاثوليك برسم أول أسقف على "الشعب القبطي الكاثوليكي"، ومن سخريات القدر أن رسموه باسم "أثناسيوس" وأقام هو في أورشليم، وأقام نائبا عنه في مصر اسمه "يسطس المراغي".

    كتاباته

    وسط هذا وذاك يسهر الراعي على رعيته من الذئاب الخاطفة فتظهر لنا كتابات أصيلة عنه: المعمودية وشروط الاعتراف والتوبة وتفسير الوصايا وتطهير القلب والصوم والصلاة وفائدة حضور القداس الإلهي وموضوعات عن الموت والقيامة ونهاية الأيام وعن الجحيم وعذاباته. كما انه لأول مره يظهر كتاب "الخدمات الكنسية" وفيها القراءات على جرن المعمودية والقراءات على المرأة التي تلد ابنًا والتي تلد ابنة والصلوات من أجل الموعوظين. وهكذا كانت العظات والرسائل البابوية والكتب الطقسية زادا يملأ النفوس بهجة وسرور وسط آلام الدهر.

    نياحته

    في كنيسة العذراء بالعدوية حيث كان يحلو له البقاء التقت روحه مع أرواح السمائيين يوم تذكار جند رئيس جند السمائيين الملاك ميخائيل وعيد استشهاد العفيفة دميانة وذلك سنة 1770م. وقد ظهر ساعة نياحته القديسان المضيئان في الأرض والسماء أنبا بولا وأنبا أنطونيوس، وذلك بعد حوالي ربع قرن من جهاده على الكرسي المرقسي.

    العجيب أن هذا البابا الصبور الذي عرف بالروح ساعة انتقاله من هذا العالم، رأى بثاقب فكره ألا يترك الكنيسة في حرج بعد نياحته، فأوصى أنبا بطرس مطران جرجا وهو كبير مطارنة الوجه القبلي على شعبه، مؤتمنًا إياه على الرعية لحين اختيار من يخلفه.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:53 pm

    البابا مرقس الثامن


    نشأته

    وُلد في أواسط الجيل الثامن عشر في بلدة طما من أعمال مديرية جرجا، ودعي باسم يوحنا. اشتاق إلى الحياة الرهبانية فالتحق بدير القديس أنبا أنطونيوس. ولما رقد سلفه الأنبا يوأنس البطريرك 107 خلا الكرسي لمدة أربعة شهور ثم اختير هذا الأب بطريركًا بواسطة القرعة الهيكلية. تمت السيامة بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم في يوم الأحد 28 توت سنة 1513ش، سنة 1796 م، في عهد السلطان سليم الثالث بن السلطان مصطفى الثالث العثماني، وشيخيّ البلد إبراهيم بك ومراد بك.

    نقل مركز البطريركية

    كانت مصر يحكمها المماليك، وكان الولاة يعينون من قبل الدولة العليا. وقد عانى هذا الأب وشعبه المرارة إذ عاصر ثلاث حكومات: الولاة العثمانيون ثم دخول الفرنسيين مصر بعد سيامته بسنتين، ورجوع العثمانيين مرة أخرى.

    في أيامه حدثت مواقف كثيرة مؤسفة ومظالم للكنيسة وللأقباط، منهم حرق الكنيستين العليا والسفلى بحارة الروم.

    قد امتاز عهد البابا مرقس الثامن برجال عظام اشتهروا في مجال الدين والسياسة امتيازًا عظيمًا، منهم الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا وأخميم، المعلم جرجس الجوهري، المعلم ملطي والجنرال يعقوب.

    كما في أيامه انتقل مركز البطريركية من حارة الروم إلى الأزبكية، وذلك لأنه إذ دخل الفرنسيون مصر أصاب الأقباط إهانات مرة وقاسى البابا الكثير فانتقل إلى الأزبكية في مواضع كان قد بناها المعلم إبراهيم الجوهري قبل وفاته. حيث نجح المعلم إبراهيم الجوهري في أخذ فرمان ببناء كنيسة بالدرب الواسع وبناء مقر بطريركي، وقام أخوه المعلم جرجس بإتمام هذا المشروع وتم نقل مقر البابا إلى هذه الكنيسة التي أطلق عليها اسم كاتدرائية الكاروز مرقس، فعرفت باسم الكنيسة المرقسية.

    في عهد تأسيس المسيحية بمصر على يد القديس مرقس الرسول كان الكرسي بالثغر السكندري. وفي أيام الأنبا إخرستوذولس (عبد المسيح) السادس والستين من البطاركة سنة 1039، انتقل إلى كنيسة العذراء بقصر الشمع المعروفة بالمعلقة. ثم بعد ذلك إلى دير الشهيد مرقريوس (أبي سيفين) بمصر القديمة بعد تأسيس القاهرة على يد جوهر القائد في ايام الفاطميين. ثم نقل إلى حارة زويلة فكنيسة حارة الروم السفلى ثم الأزبكية في أيام هذا البابا، ودفن في مقبرة البطاركة بالأزبكية، وهو أول بطريرك يدفن فيها.

    الحملة الفرنسية

    في أيامه جاءت الحملة الفرنسية على مصر. إذ احتلت عساكر نابليون بونابرت القطر سنة 1798 ودخل الجنود الإسكندرية هاج رعاع المسلمين وأذاقوا الأقباط كؤوس المرارة بالرغم من اجتهاد أمرائهم الذين أخبروهم بأن هؤلاء المسيحيين من جملة رعايا الدولة، وإن من يمس شرفهم يمس شرف الدولة نفسها. لكن لم يرهبهم هذا ولا خشوا سطوة بونابرت.

    إذ انتصر الفرنسيون على المماليك تجمر المسلمون في الجامع الأزهر وساروا في الشوارع منادين، "فليذهب كل من يوجد الله إلى الجامع الأزهر. هذا هو يوم الجهاد في محاربة الكفار وأخذ الثأر". هاجت المدينة وظن كثيرون أن دخول الإفرنج إنما بخيانة الأقباط وإيعازهم السري معهم، فجالوا ينهبون بيوت المسيحيين على اختلاف أجناسهم ويقتلون كل من يلتقون به سواء كان رجلاً أو امرأة، شيخًا أو طفلاً.

    عندما اُنقضت المعاهدة بين القائد كليبر الفرنسي والصدر الأعظم بأمر من الباب العالي دارت رحى القتال بين الفريقين في المطرية. اغتنم المسلمون فرصة خروج العسكر الفرنسيين من القاهرة وثاروا على المسيحيين. وكان نصيف باشا أحد قواد الجيش العثماني جاء إلى المدينة مع جماعة من المماليك ونادى بأنهم قد غلبوا الإفرنج وأمر بقتل ما تبقى من المسيحيين، فكانوا يجزرونهم غير مميزين بين قبطي وسوري والإفرنجي. استدرك عثمان بك أحد ضباط الأتراك الأمر وجاء إلى نصيف وقال له: "ليس من العدالة أن تهرقوا دماء رعايا الدولة، فإن ذلك مخالف للإرادة السنية"، وأمر بالكف عن قتل المسيحيين.

    الفرنسيون يضايقون الأقباط

    عندما تولى مينا قيادة الجيش الفرنسي بعد موت كليبر قتلاً اعتنق الإسلام ودعى نفسه عبد الله وطرد الأقباط من الديوان وعهد للمسلمين جباية الخراج.

    وقد تنيح البابا مرقس سنة 1809م.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:56 pm

    البابا بطرس السابع


    يعرف باسم بطرس الجاولي، إذ وُلد بقرية الجاولي التابعة لمنفلوط بالصعيد. نشأ في جوٍ عائلي تقوي، محبًا لحياة العبادة مع الدراسة.

    انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليبذل كل جهده في حياة نسكية ممتزجة بروح العبادة والدراسة، إذ كان منكبًّا على طلب العلم والمعرفة، ففاحت رائحة فضائله، وسامه البابا قسًا بالدير باسم الأب مرقوريوس.

    في سنة 1808 حضر إلى مصر وفد إثيوبي يطلب من البابا مرقس الثامن (108) سيامة مطران لهم خلفًا للمتنيح الأنبا يوساب. وقع الاختيار على الأب مرقوريوس، فاستدعاه البابا لسيامته لكن عناية الله سمحت بسيامته مطرانًا عامًا على الكرازة المرقسية باسم الأنبا ثاؤفيلس حيث أقام مع البابا في الدار البطريركية يعاونه في أعمال الرعاية بينما سيم لإثيوبيا الأنبا مكاريوس عوضًا عن الأنبا ثاؤفيلس.

    تنيح البابا مرقس فأجمع الكل على إقامته بابا وبطريرك الكرازة المرقسية باسم الأنبا بطرس، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من نياحة سلفه، وكان ذلك في عهد الخديوي محمد علي باشا في 16 كيهك سنة 1526 ش (1809م). تمت السيامة في كنيسة مارمرقس الإنجيلي بالأزبكية بمصر، وقد امتلأ الكل فرحًا عظيمًا.

    حياته النسكية والدراسية

    سيامته بطريركًا لم تزده إلا نسكًا وتقشفًا، كما عُرف بحبه للسكون والصمت، كان قليل الكلام جدًا، مملوء مهابة! يقضي أغلب وقته في الصلاة مع دراسة الكتاب المقدس وكتب الآباء وقوانين الكنيسة وتاريخها. كثيرًا ما كان ينكب على النسخ فينسى أكله وشربه. وقد جمع في البطريركية مكتبة ثمينة، كما وضع مجموعة كتب منها: "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم"، "مقالات في المجادلات"، "في الاعتراضات ردًا على المعاندين"، ومجموعة مواعظ ورسائل.

    اشتهى يومًا طعامًا ما، فأبقاه حتى أنتن، وصار يأكل منه بالرغم من اشمئزاز نفسه، تعنيفًا لنفسه وتبكيتًا لها. كان لباسه من الصوف الخشن، يلبس "مركوبًا أحمر"، لا يجلس إلا أرضًا أو على "أريكة خشبية قديمة"، ينام على حصير من القش.

    دخل عليه أحد أحبائه فوجده منكبًا على الصلاة يبكي بدموع غزيرة، فأمر ألا يدخل أحد قلايته مادام منفردًا.

    محبة المسئولين له

    اتسم بالحكمة والوداعة، حليمًا في تصرفاته، فأحبه الكل، وكان رجال الدولة يعتزون به، كما نال حظوة لدى الوالي، وبسببه تولى الأقباط مراكز مرموقة في الدولة، وأُعطيت للكنيسة حرية العبادة، وسُمح له بعمارة دير مارمرقس بالإسكندرية.

    خلال هذه العلاقة الطيبة سام أسقفين على النوبة أرسلهما بالتعاقب، ومع كل منهما خدام يعاونون الأسقف في رعايته هناك.

    في عهده أرسل يوعاس الثاني ملك إثيوبيا رسالة إلى الوالي محمد علي باشا وأخرى للبابا يطلب سيامة مطران لإثيوبيا بعد نياحة المطران أنبا مكاريوس، كما قدم الوفد الإثيوبي هدية لمحمد علي باشا، وقد طلب الأخير من البابا سرعة السيامة، فقام بسيامة الراهب القس مينا باسم الأنبا كيرلس (سنة1816)، بعد أن قيدوه بسلاسل حديدية حتى لا يهرب من السيامة. بعد نياحة الأنبا كيرلس سام آخر باسم الأنبا سلامة سنة 1841م.

    حكمته في التصرف

    تعرض أقباط قرية الجاولي، مسقط رأسه، لمتاعبٍ شديدةٍ للغاية، وبحكمة أرسل يستدعي كبار القرية الأقباط وطلب منهم تقديم 200 فدانًا من أفضل أراضيهم هدية لشريف باشا، الذي بدوره عين بإيعاز من البابا المعلم بشاي مليوشى من أسيوط كمسئول عن هذه الأرض بعد أن قدم له الباشا 36 فدانًا من المائتين ليعيش منها. وبهذا استراح أقباط القرية من المتاعب.

    وطنيته العميقة

    إذ كان محمد علي يتقدم في فتوحاته وغزواته خشيت روسيا لئلا يحول ذلك دون تحقيق مآربها في الشرق وفي المملكة العثمانية فأرسلت أحد أمرائها ليلتقي ببابا الإسكندرية، رئيس أكبر كنيسة مسيحية في الشرق الأوسط ليطلب حماية قيصر روسيا.

    من خلال خبرة الأمير الذي عاش وسط الكنيسة الروسية بما عُرف عنها من فخامة مظاهر أساقفتها حسب أنه سيدخل قصرًا عظيمًا ويلتقي بحاشية البابا، ويسلك ببروتوكول معين، لكنه فوجئ بأنه يقف أمام إنسانٍ بسيطٍ بجلباب من الصوف الخشن يظهر عليه القدم، وقد تناثرت حوله بعض الكراسي القديمة. لم يصدق الأمير نفسه حتى أجابه البابا أنه بطريرك الأقباط.

    أمام هذه البساطة انحنى يلثم يديه ويطلب بركته، وصار يسأله عن سرّ هذه الحياة البسيطة فأجابه أنه يليق بالأسقف أن يتمثل بالسيد المسيح سيده الذي افتقر لأجل الخطاة. عاد ليسأله عن حال الكنيسة القبطية فأجابه أنها بخير ما دام الله يرعاها. عندئذ أظهر الأمير أنه متضايق لما تعانيه الكنيسة القبطية من متاعب. سأله البابا في بساطة: "هل ملككم يحيا إلى الأبد؟" أجابه الأمير: "لا يا سيدي الأب، بل يموت كما يموت سائر البشر". عندئذ قال البابا: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت، وأما نحن فنعيش تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله". لم يعرف بماذا يجيب الأمير سوى أن ينحني أمام البابا يطلب بركته. وقد تأثر جدًا به حتى عندما سأله محمد علي باشا عن رأيه في مصر، قال: "لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات وكتابتها، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب، بل أثر في نفسي زيارتي للرجل التقي بطريرك الأقباط".

    روى الأمير لمحمد علي باشا الحوار الذي دار بينه وبين البابا، فانطلق محمد علي باشا إلى البابا بفرح يشكره على وطنيته العميقة، قائلاً له: "لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك، فليكن لكم مقام محمد علي بمصر". أما هو فأجابه انه لا شكر لمن قام بواجب يلتزم به نحو بلاده.

    أعمال الله معه

    حدث جفاف ولم يفض نهر النيل، فطلب منه الوالي أن يصلي من أجل مياه النهر، فأخذ بعض الأساقفة والكهنة والشعب، ورفع القرابين على ساحل النيل، وبعد نهاية الصلاة ألقى بالمياه التي غُسلت بها أواني المذبح في النيل، فارتفع للحال منسوبه حتى بلغ موضع الصلاة وأسرعوا برفع خيمة الصلاة.

    نور القيامة

    كانت علاقة إبراهيم باشا بالبابا بطرس يسودها الحب والصداقة والاحترام المتبادل، وعندما احتل إبراهيم باشا بلاد القدس وشى البعض (غالبًا من اليهود) أن ما يدعيه المسيحيون بأن النور يظهر من القبر المقدس هو غش وخداع. وإذ كان إبراهيم باشا يثق في البابا بطرس أرسل إليه يستدعيه من مصر وقد استقبله بحفاوة مع قواده وحاشيته ثم أخبره عن سبب استدعائه له، طالبًا منه أن يظهر النور على يديه لا على يديْ بطريرك الروم. وإذ شعر إبراهيم باشا أن هذا يسبب نزاعًا وانشقاقًا، خاصة وأن بطريرك الروم جاء يستقبل البابا بطرس بمحبة كبيرة طلب أن يكون الاثنان معًا، وكان هو معهما وقد وقف الجند في الخارج ليتأكدوا من حقيقة الأمر.

    صام بطريرك الروم وبطريرك الأقباط بروح المحبة ثلاثة أيام كالعادة ودخلوا القبر يصلون ومعهم الباشا وإذ بالنور يشع، فبُهر الباشا وارتمى على صدر البابا، وإذ كان الكثيرون خاصة الفقراء في الخارج بسبب الازدحام الشديد، ظهر النور في نفس الوقت خلال أحد الأعمدة ليراه الكل، ولا يزال العمود المشقوق إلى يومنا هذا.

    هذا الحادث أضاف إلى صداقة الباشا للبابا حبًا أكثر وتكريمًا.

    عدم محاباته للأغنياء

    جاءه رجل يشتكي زوجته، قائلاً له إنه تزوج بعروسه وفي اليوم الثاني من الزواج اضطر أن يتركها لمدة خمسة أشهر دون أن يقترب إليها بسبب ظروف عمله، ولما عاد وجدها حُبلى، ولما سألها عن سرّ حبلها استهانت به واستخفت لعلمها بمقام والدها ومركزه وغناه. استدعى البابا السيدة وصار يسألها فأصرت أن الحمل من زوجها، ولم يكن أمامه إلا القول: "الذي من الله يثبت والذي من الشيطان يزول". وبالفعل ما أن تركت دار البطريركية في الدرجة الأخيرة من السلم حتى سقط الجنين، فعرف أمرها وحكم للرجل بالطلاق بسبب علة الزنا. وإذ تقدم والدها للبابا، قال له: "ليس بينكم أحد أقوى من الضعيف متى كان معه الحق، ولا أضعف من القوى متى كان معه الباطل".

    طهارته وعفته

    جاءه إنسان يشكو له أنه تزوج فتاة، وقد اكتشف أنها ليست بكرًا، فلم يفهم البابا ماذا يقصد بذلك، ولما كرر له القول ولم يدرك جاء إليه بلبن عليه طبقة من "القشطة" لم تُمس، ثم وضع إصبعه في هذه الطبقة ليوضح له الفارق بين العذراء بغشاء بكوريتها ومن فقدت بكوريتها، عندئذ قال البابا: "لعن الله اليوم الذي عرفت فيه الفارق بين البكر وغير البكر"‎، ثم طلب أن يُنظر في دعواه.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:57 pm

    البابا كيرلس الرابع 1


    نشأته

    وٌلد عام 1816م (1532ش) بقرية نجع أبو زرقالي من بلدة صوامعة سفلاق المعروفة بالصوامعة الشرقية، بإقليم أخميم، محافظة جرجا، يلقّبه البعض "الصوامعي".

    وُلد من أبوين تقيّين، كان أبوه توماس بن يشوت مزارعًا غنيًا، وكان متعلمًا ودارسًا للكتاب المقدس اتسم بالروحانية واهتمامه بخلاص نفسه وخلاص أولاده. وكانت أمه تقية.

    قيل أنه بعد سيامة ابنه بطريركًا صعد البابا كيرلس من سلم آخر غير السلم العام في مقرة البطريركي، وإذا بأبيه جالس ولم يقف لتهنئته فعاتبه. أجابه والده قائلاً: "علام أهنّيك وقد كنت مطالبًا أولاً بنفسك، وأنت اليوم مطالب بأمّة بأسرها؟ ألم تقرأ ما جاء في دانيال "جعلتك رقيبًا علي شعبك وأطلبهم منك "

    هذا ما حدث أيضًا مع البابا مقارة الأول (البابا 59) الذي بكت عليه والدته وندبته حين زارها، واشتهت لو أنه دخل عليها محمولاً علي نعش عن أن يكون بطريركًا.

    تعلم في كُتّاب القرية الملحق بالكنيسة وتعلم فيه مع كافة أولاد القبط المزامير والتسبحة والقراءات الكنسية واللغة القبطية واللغة العربية ومبادئ الحساب.

    حبه للوحدة في صباه

    شبّ داود (صاحب السيرة) قوي البنية مفتول العضلات، يفضّل ممارسته للخلوة والوحدة، طالما انفرد يقضي أغلب أوقاته في التأملات بعيدًا عن القلق والارتباك في المشاكل.

    لم يمنعه تعليمه من معاونة أبيه في أعماله الزراعية الخشنة بين الرياض والهواء الطلق. اختلط بالعربان وتعلّق بركوب الخيل والجمال وكان يسابقهم فأحبوه، وكثيرًا ما كان يرافقهم في أسفارهم في الجبال والقفار. هذا كله لم يدفعه إلي محبة العالم بل إلي الزهد فيه، فصار يهوى الوحدة أكثر فأكثر فاشتاق بالأكثر إلي الرهبنة.

    الزي البدوي

    حاول بعض مقاوميه مهاجمته بالقول بأنه بدوي الأصل، وقد اعتمدوا علي صورته المشهورة وهو راكب الجمل الهجين بزي بدوي، لكن تصدّى كثيرون من معاصريه للرد عليهم. ويروي توفيق إسكندر في كتابه "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، الجزء الثاني" ثلاثة حوادث تقترن بهذا الزي البدوي:

    1. خرج البابا كيرلس الربع في إحدى السنوات قاصدًا دير الأنبا أنطونيوس مع بعض الرهبان وغيرهم واصطحب بعض العرب كعادته، حدث أن طمع شيخ هؤلاء العرب في البابا ومن معه، وإذ أدرك البابا ذلك أراد أن يردعه قبل أن يسيء التصرف. ففي ليلة حالكة الظلام وقفت القافلة للراحة. بعد فترة خرج الشيخ من خبائه وتوغل في البادية لقضاء حاجة فاقتفى البابا أثره وهو مرتدي ثيابًا بدوية، وإذ كان قوي القلب والذراعين فاجأ الشيخ بالقبض علي سلاحه الذي في يده وأمره أن يخلع ثوبه الخارجي، فارتعب الشيخ وبدأ يخلع ثوبه، لكن البابا فاجأه بالكشف عن شخصه وأعلن له أنه إنما فعل ذلك من قبيل الدعابة، أدرك الشيخ قوة شخصية البابا وتكوّنت بينهما صداقة حميمة، إذ أعجب بشخصه وحسن سياسته. وقد روي الشيخ نفسه ما حدث لمن حوله مظهرًا إعجابه بشخصية البابا.

    2. احتاج وهو رئيس لدير الأنبا أنطونيوس لشراء مواشي من جهة المنيا، فاصطحب بعض الأعراب المعينين لحراسة العربا وارتدى زيّهم وقصد تلك الجهة وبعد شراء المواشي عرج علي ياكوبوس أسقف المنيا ليأوي عنده الأعراب. وقيل أن هذا الأسقف كان جبار شديدًا لكن جاءه الأعراب فقابلهم بالترحاب ظنًا أنهم جميعًا أعراب وذبح لهم وأكرمهم، وبعد انصرافهم قال القس داود إلي الأسقف "أنا داود بقيت لأشكرك". فهاج الأسقف جدًا واستنجد بخدمه لكن القس داود لحق بأصحابه وسار جمعيهم معًا.

    3. بعد إقامته بطريركًا نزل في دار ابن عمه ببلده بوش ويدعي المعلم أنطونيوس عبد الملك، فجلس يوما بفناء الدار وكان يرتدي ملابس الأعراب وإذا بجماعة جاءوا إلي المعلم أنطونيوس وادعوا أنهم قسوس كنائس معينة وإذا رأوا الجالس بالفضاء ضيفا إعرابيًا صاروا يتحدثون معه وادعوا أنهم أصدقاء البابا البطريرك وأنه يجلهم ويحترمهم فسألهم أن ينتظروا قليلاً وظنوا أنه قام ليحضر لهم ما تجود به نفسه لخيرهم، ثم عاد إليهم بملابسه البطريركية وهو يقول لهم: "هأنذا صديقكم البطريرك".

    رهبنته

    في عام 1553ش إذ بلغ حوالي الثانية والعشرين ذهب إلي دير القديس أنبا أنطونيوس ولبس ثياب الرهبنة علي يد رئيسه القمص أثناسيوس القلوصني. فوثق به وكان متى اضطر إلي مغادرة الدير يترك تدبير أمور الرهبان في يده إذ شاهد فيه الأهلية والاقتدار والغيرة الحقيقية علي مصلحة الدير والرهبان، وإن كان هذا قد أثار نوعًا من التذمر.

    اهتم في الدير بالاعتكاف علي الدراسة وكان يحث الرهبان علي ذلك بروح التواضع.

    سمع عنه البابا بطرس الجاولى فاستدعاه وباركه كما باركه الأنبا صرابامون الشهير بأبي طرحة وتنبأ له بمستقبل باهر في خدمة الشعب. وربما منذ ذلك الحين اتجهت الأنظار إليه عند خلو الكرسي المرقسي.

    رئيس دير القديس أنبا أنطونيوس

    في عام 1556ش حيث بلغ الرابعة والعشرين تنيّح رئيس الدير وأجمع الرهبان علي اختياره رئيسًا، فحقق لهم البابا بطرس الجاولي طلبتهم ورسمه طرس قسًا باسم داود.

    في أثناء خدمته في الدير تحوّل الدير إلى مجتمعٍ متكاملٍ عاملٍ عامرٍ حتى لم يجد الرهبان سببًا لمغادرته. ووجه أولاً عنايته إلى التعليم، ففتح كتابًا في بوش ومكتبة في عزبة الدير جمع فيها كل ما امتدت إليه يداه من كتب ومخطوطات، وشجع الرهبان على القراءة وطلب العلم.

    بذل كل الجهد لكي لا يترك الرهبان الدير إلا عند الضرورة مع العودة السريعة. لقد آمن بهذا الفكر لذا عندما صار بطريركًا أصدر قرار بمنع الرهبان من الخروج من الأديرة إلا بأذن منه التزامًا بما تعهدوا به أمام الله والناس. ومن أقواله في هذا ما معناه: "من يختار ثوب الرهبنة مات عن الدنيا ودفن نفسه بمحض إرادته، بدليل أنهم يصلّون عليه صلاة الموتى؛ فهل يخرج ميت من قبره؟ الرئيس الذي يأذن للراهب في الخروج من ديره يكون قد أخرج ميتًا من قبره وعليه وزره".

    اهتم بالتعليم بإنشاء مكتبة بعزبة الدير لخدمة جميع المتردّدين عليها من الإكليروس والرهبان والشعب. كما أسس في بوش مدرسة لتعليم شبان الأقباط اللغتين العربية والقبطية، وكان يشرف عليها بنفسه، ويقدم مكافآت للمجتهدين فيها، وكان يضرم مداليات ذهبية وفضية يوزعها عليهم.

    لم يخجل من الحضور مع الشبان في المدرسة ليتعلم معهم.

    من نوادره إنه اعتاد التفتيش ومباشرة شئون الزراعة وذلك في وقت هياج العربان وبطش سعيد باشا بهم عام 1272هـ، وفي الطريق صادفه إعرابي وكان القس داود رئيس الدير راكبًا دابته ومرتديًا لباسًا بسيطًا جدًا. قال له الأعرابي: "أنزل يا نصراني". أجابه الرئيس: "ليس لك مطمع في لباسي لأنه لا يساوي فلسًا"، واستعطفه أن يتركه لكن الإعرابي ازداد خشونة وغطرسة وقال له: "أتبقى راكبًا وأنا ماشٍ؟" أجابه: "دعني وشأني". فما كان من الأعرابي إلا أن لطمه علي وجهه وهو يقول "أنزل يا نصراني يا ملعون". ملك القس داود نفسه ولم ينزل عن الدابة وإذ حاول الإعرابي إنزاله بالقوة لم يستطع، بل في محاولته زلقت رجله في بركة ملآنة طينًا، وكان الممر ضيقًا فتركه القس داود وهو ملهي في غسل ثيابه. جاء الأعرابي إلي العزبة يطلب مقابلة الرئيس ليشتكي له الراهب الذي غرسه في الطين بلا سبب. فسأله: "أحقا ما تقول؟" أجابه "نعم"، قال له أنظر إليَّ! أنا هو من تشتكيه، وأنت الذي لطمتني، ومع هذا فإني أسامحك وأعطيك نصف أردب قمحًا وشعيرًا، فخجل الأعرابي منه جدًا.

    سفره إلي أثيوبيا

    حدث خلاف ديني بين مطران أثيوبيا القبطي وبين الكهنة الأثيوبيين إذ حاولت بعض الإرساليات زعزعة عقيدتهم الأرثوذكسية، وقد تقربت مقابل السماح لهم بالعمل في كل البلاد وسحب الكهنة من ارتباطهم بالكنيسة القبطية.

    حاول البابا بطرس الجاولي أن يذهب بنفسه لكنه لم يستطيع فأرسل القس داود الذي كاد أن يحل المشكلة لولا تدخل بعض رجال الدول الأوربية خاصة قنصل إنجلترا لصالح الإرساليات.

    إذ طال بقاؤه طلب من البابا العودة فلم يسمح له النجاشي بمغادرة أثيوبيا، وأخيرًا أذن له بذلك بعد أن قضى سنة وبضعة أشهر. عاد إلي القاهرة بعد نياحه البابا بطرس بشهرين ونصف في عام 1852م.

    هكذا كان القمص داود مكلفًا من قِبَل البابا الجاولي لإصلاح الخلاف الذي اصطنعه الإنجليز بين مصر والحبشة. وكأن الله يُعده لكي يتبوأ رئاسة الكنيسة باشراكه في أمور الدولة وعلاقاتها الخارجية منذ أن كان راهبًا.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:58 pm

    البابا كيرلس الرابع 2


    ترشيحه للباباوية

    في برمهات عام 1568ش حضر الأساقفة إلي العاصمة للتداول مع الأراخنة علي اختيار البابا وكان اسم القس داود أول المرشحين بناء علي وصية البابا بطرس الجاولي. لكن البعض اعترض لعدم علمهم إن كان لا يزال في أثيوبيا حياّ أم قد رقد، ورشّح البعض الأنبا أثناسيوس أسقف أبوتيج، ورشّح الغالبية أنبا يوساب أسقف جرجا وإخميم (بخلاف الأنبا يوساب الأبحّ)0

    عند وصول القس داود إلي القاهرة في 17 يوليو 1852م بعد غياب ثمانية عشر شهرًا، تلقّاه الشعب بفرحٍ شديدٍ واحتفلوا بقدومه احتفالاً جليلاً، ونزل بدار البطريركية، واتّفقت كلمة الأكثرية علي سيامته، واضطر بعض الأساقفة علي قبول ذلك. ورفعوا عريضة إلي عباس باشا حلمي الأول لإصدار أمره بالاعتماد، التجأ الوالي إلي العِرافة كعادته، فقال له العرّافون أنه إذا صار القس داود بطريركًا ستكون أيامه كلها خصومات وضيق، وتنتهي بموت الوالي وتمزيق شمل أتباعه. اضطرب الوالي جدًا واعترض علي سيامته تمامًا.

    الأسقف يوساب

    لجأ أتباع الأسقف يوساب إلي حيلة بأن يجتمعوا ليلاً ويقوموا بسيامته سرًا، فيقف الكل أمام أمر واقع. سمع المحبون للقس داود، فجاءوا ليلاً وأخرجوه من بالكنيسة وأغلقوا أبوابها وأقاموا حُراسًا أثيوبيين، ثم اشتكوا للحكومة تصرف حزب الأسقف يوساب وطلبوا سيامة القس داود إرضاء للشعب. أحالت الحكومة الأمر إلي الأنبا كبريل ورتبيت الأرمن لحل المشكلة.

    جاء قس أثيوبي إلي مصر ليشتكي داود لدي البابا، إذ وجد البابا تنيّح وعلم بترشيح القس داود بطريركًا أثار إشاعات كثيرة منها أنه قد شوّه صورة الحكومة المصرية لدي النجاشي الأمر الذي أثار عباس باشا ضده.

    إذ دام الخلاف عشرة أشهر اقترح الأنبا كبريل ورتبيت الأرمن ومناصرو القس داود سيامة مطرانًا عامًا لكل مصر تحت الاختبار- كما فعل البابا مرقس الثامن - واحتالوا على الخديوي بذلك لكي يبدّدوا خوفه، وقد تم ذلك في 10 برمودة سنة 1569 (1853م).

    مطران عام

    إذ سيم مطرانًا عامًا باشر إدارة البطريركية، فبدأ ببناء كلية بجوار الدار البطريركية، وهي أول مدرسة أهلية للأقباط في القطر المصري، ضمّت تلاميذ من كل المذاهب والأديان بلا تميّز، الأمر الذي خلق ارتياحًا عامًا وسط الشعب، بل في الجو الحكومي وشعر الكل بصلاحيته لمركز البطريركية.

    سيامته بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

    سرعان ما انضم المعارضون إلى محبي المطران العام لما رأوا فيه من همّة قوية للعمل والإصلاح، وفي ليلة الأحد 11 بؤونة 1579ش (1854م) تم إقامته بطريركًا وكان الكل متهللين. وحضر جميع الأساقفة فيما عدا أسقفيّ إخميم وأبي تيج. وقد تبوأ السُدة البطريركية بعد أن مكث مطرانًا عامًا لمدة سنة وشهرين.

    الاهتمام بالتعليم

    ما أن وجد البابا كيرلس الرابع نفسه المسئول الأول عن الشعب حتى جعل التعليم اهتمامه الأول في وقت كان حكام مصر من الإنجليز والأتراك يتبنون القول: "أن الشعب الجاهل أسلس قيادة من الشعب المتعلم". كان يشغله الجانب التعليمي، فاهتم بإحضار أساتذة ماهرين، وإعداد برنامج تعليمي على النسق الأوربي، وكان اهتمام البابا موجهًا أساسًا إلى بناء الشخصية، مشدّدًا على حسن تربية الأولاد، مؤمنًا بأنه لا يمكن للكنيسة أن تنمو إلا برجال المستقبل المتعلمين.

    أنشأ البابا المدارس والمكاتب لصنوف المعرفة واللغتين القبطية والعربية وأصول الديانة وقواعدها. وجعل المدارس مفتوحة أمام الجميع، وأنشأ مدرسة الأقباط الكبرى بالأزبكية بجوار الكنيسة المرقسية الكبرى.

    كان التعليم مجانًا، يقدم لهم الكتب والأدوات المدرسية مجانًا، وبذلك سبق الحكومة في هذا المضمار بأكثر من قرن من الزمان. وكان يباشر إدارة المدرسة بنفسه، فأوجد حجرة خاصة له في المدرسة حيث كان يفتقد المدرسة يوميًا، وكان يحضر بنفسه مع الطلبة منصتًا للأساتذة.

    ومما زاد البابا اهتمامًا بالتعليم القبطي أن الخديوي سعيد فتح المجال للإرساليات الأجنبية في مصر، فجاءت الإرسالية الأمريكية من الشام في الوقت الذي نشطت فيه الكنيسة البروتستانتية.

    جاء في كتاب مصباح الساري ونزهة القاري لإبراهيم الطبيب ببيروت عام 1282هـ، في حديثه عن مصر ومدارسها:

    [وفي حارة الأقباط مدرسة عظيمة يعلمون فيها اللسان القبطي القديم والتركي والإيطالي والفرنساوي والإنجليزي والعربي.

    وهم يقبلون فيها من جميع الطوائف وينفقون على التلاميذ من مال المدرسة. وهذه بناها البطرك كيرلس القبطي، وأنفق عليها نحو ستمائة ألف قرش، وكل هذا بخلاف ما تعهده في بلادنا من الإكليروس وأوجه الشعب.]

    أنشأ أيضًا مدرسة وكنيسة في حارة السقايين.

    واهتم أيضًا بإنشاء مدرسة لاهوتية للشبان حتى يمكن سيامة كهنة متعلمين... وإن كانت لم تدم هذه المدرسة.

    لأول مرة أيضًا نسمع في عهد هذا البابا العملاق عن اهتمامه بطبقة مرتّلي الكنيسة من ناحية الألحان ومردات الكنيسة، بل وجعل لهم زيًا خاصًا. ولكي تكتمل الصورة الثقافية التي تبنّاها.

    دار للكتب

    أراد أن يقيم مكتبة أو دارًا للكتب خاصة، وأن سلفه البابا بطرس الجاولي كان يعشق الدراسة، فيقضي أوقاتًا طويلة بين الكتب، وقد جمع كثير من المخطوطات. وقد تحدث القمص عبد المسيح المسعودي عن اهتمام البابا كيرلس بالمكتبة. وأن البابا كان يود أن يخصص موظفين للمكتبة لخدمة الجمهور. وقد طالب القمص عبد المسيح السعودي وهو يُعد قائمة بالكتب أن يرد الذين استعاروا كتبًا إلى المكتبة. وقد طالب بعدم إعارة المخطوطات بالمرة إلا بإذن من البابا نفسه مع دفع تأمين كبير. كما طالب بعمل معرض للمخطوطات النادرة القديمة...

    شراء مطبعة

    رأى أن يشتري مطبعة لنشر الفكر، وهي المطبعة الثانية في مصر بعد المطبعة الأميرية التي اشتراها محمد علي أيام ولايته. وأرسل مجموعة من الشباب للتدريب على الطباعة في المطبعة الأميرية بموافقة الخديوي، وطلب من وكيل البطريركية استقبال تلك المطبعة عام 1860م استقبالاً حافلاً، بالكهنة والشمامسة بالملابس الكهنوتية والألحان الكنسية إذ كان البابا في ذلك الوقت في الدير. وقد علّق البابا على هذه المطبعة وعلى استقبالها بقوله: "لست أُكرِّم آلة من الحديد ولكني أُكرِّم المعرفة التي ستنتشر بواسطتها". ومن أول الكتب التي طبعتها هذه المطبعة "القطمارس الدوار" و "خطب ومواعظ أولاد العسال" ثم بعد ذلك "جريدة الوطن".

    ديوان لإدارة البطريركية

    من ناحية تنظيم أمور الكنيسة فلأول مرة نسمع عن أمر إنشاء سجلات لحصر أوقاف الكنيسة والعمل على تنظيمها وضبطها والاهتمام بالكهنة وأُسرهم وإيرادات الكنائس وضبطها. فقد أنشأ ديوانًا لإدارة البطريركية، ووضع له قواعد دقيقة حتى لا يتصرف نظار الأوقاف بغير نظام. وقد قسّم الإدارة إلى قسمين، أحدهما يختص بالإشراف على الأوقاف ومحاسبة النظار وتقديم حسابات الإيرادات والمصروفات. والقسم الآخر يختص بالأعمال الدينية والشرعية يقوم بمباشرته أحد القسوس مع مطران مصر. وكان هو المشرف على كليهما.

    وطنيته وزيارته لأثيوبيا

    من الناحية الوطنية كان البابا كيرلس الرابع صديقًا لعلماء الأزهر وشيوخه والشيخ الأكبر، وكان يعقد معهم حلقات ومناظرات علمية وفقهية ولاهوتية في جو من الألفة والمحبة والسماحة.

    ولا يفوتنا أن نذكر أنه في عصر حِبْريّة هذا البابا العظيم صرّح الخديوي سعيد للقبط بدخول الجيش وتطبيق الخدمة العسكرية عليهم أسوة بالمسلمين، وذلك اعتبارًا من أول يناير سنة 1856م بعد إلغاء الجزية المفروضة على الذميين في ديسمبر سنة 1855م.

    كوطني أيضًا سافر إلى أثيوبيا في آخر مسرى سنة 1572ش (1856م) لحل مشكلة الحدود بين مصر والحبشة موفدًا من قبل سعيد باشا. صحبه اثنان من الأتراك من قبل الحكومة، فانتهز الفرصة وتعلم في رحلته الطويلة اللغة التركية.

    كان البابا يخشى سطوة النجاشي ثؤدورس. لكن استقبله النجاشي بحفاوة، وكان لوجوده مع النجاشي في أثيوبيا أثره الكبير في إحلال الصداقة محل العداء.

    غير أن بعض السياسيين الإنجليز كانوا يكيدون له انتقامًا إذ أدركوا سعيه في إخفاق نفوذهم في أثيوبيا أثناء زيارته الأولى، كما كانوا يخشون رغبته في اتحاد الكنائس الأرثوذكسية، واتهموه أنه يود أن تكون تحت حماية روسيا. كما قيل أنه أراد الاتحاد مع الكنيسة الأسقفية الإنجليزية. بالرغم من محاولة إنجلترا الإيقاع بين الخديوي والبابا وأيضًا بين النجاشي والبابا، ولكن باءت المحاولتين بالفشل بفضل الرعاية الإلهية وحكمة البابا.

    بذل الإنجليز كل الجهد لتشكيك سعيد باشا في نيّة البابا وسألوه ألا يحل الخلاف مع أثيوبيا إلا بتوجيه الجيوش المصرية نحو الحدود بينه وبين أثيوبيا. توجه سعيد باشا إلى الخرطوم، وفي نفس الوقت حاول أصحاب الدسائس تأكيد أن نيّة البابا غير سليمة وأنه إنما جاء لكي يشغل النجاشي عن الحرب فيهب عليه سعيد باشا ويستولى على أثيوبيا. إذ تحركت الجيوش نحو الحدود اغتاظ النجاشي وفكر في قتل البابا لولا تدخل الملكة ورجال القصر وطالبوه بالتريّث والتحقق من الأمر.

    أرسل البابا إلى الباشا يبلغه بأن رسالته كادت تنجح لولا تحرك جيوشه وطالبه برجوع الجيش. عندئذ أدرك النجاشي صدق نيّة البابا واعتذر له.

    وقّع النجاشي على معاهدة وسلّمها للبابا الذي استأذنه بالعودة، فقدم له وللباشا هدايا كثيرة، وعاد البابا إلى القاهرة في يوم السبت 7 أمشير 1574ش بعد غيابه سنة ونصف تقريبًا، وجاء معه كاهن النجاشي الخاص ووزير أثيوبي حاملاً نص الاتفاق للتوقيع عليه رسميًا من عزيز مصر.

    بسبب الاحتفالات التي يصعب وصفها ورفع الصليب في المواكب في الشوارع امتعض الوالي، ووجد الواشون فرحتهم للتنكيل بالبابا، وأثار الإنجليز الخديوي ضد رفع الصليب أمام حفل استقبال البابا عند عودته من أثيوبيا. ورفض الوالي مقابلة البابا بالرغم من تردده مرارًا.

    اهتم أيضًا بتجديد الكنيسة المرقسية الكبرى، فبعد ثلاثة أشهر من عودته أمر بنقض المبنى القديم ووضع الحجر الأول في الأساس بحضور رجال الدولة، وكان يسرع في البناء حتى تنيّح وقام خلفه البابا ديمتريوس بإكمالها.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 5:59 pm

    البابا كيرلس الرابع 3


    تعليم البنات واهتمامه بالأسرة والأطفال

    أدرك البابا أهمية دور المرأة خاصة في تربية الجيل الجديد. اهتم بتعليم البنت كأُم للمستقبل ولكي يكون هناك توافق فكري وثقافي بين الفتاة والشاب، فأنشأ أول مدرسة للبنات في حارة السقّايين، وذلك نصف قرن قبل أن يدعو قاسم أمين إلى تعليم المرأة، وانضمّت إلى المدرسة بنات من الأقباط واليهود والمسلمين فهو أب للجميع.

    كان البابا كيرلس الرابع هو أول من سنَّ قانونًا يحدد سن زواج البنت، إذ قرر عدم تزويجها أقل من 14 سنة، في ذاك العصر الذي كانت فيه الفتاة تتزوج في الحادية عشر من عمرها، وكان بذلك أيضًا سابقًا في مجال القوانين المدنية والتشريع المدني بمائة عام. وأنشأ مجلسًا لحل المشكلات الأسرية، وهو نواة المجلس الإكليريكي الآن.

    كما أنه كنسيًا اشترط اعتراف العروسان اعترافًا صريحًا وشخصيًا أمام الكاهن بالرضا والموافقة على الزواج قبل إتمامه، كما أنه اشترط أن تكون هناك فرصة قبل الزواج يدرس فيها الطرفان بعضهما البعض، فإن اتفقا يُعقَد الزواج وعقد الأملاك.

    أمام المدّ الأجنبي النازح لمصر اعتاد البابا أن يلتقي أسبوعيًا مع شعبه والكهنة موقنًا أن الإصلاح يبدأ برجل الدين وينتهي إلى الطفل، وفي نفس الوقت يبدأ بالطفل وينتهي برجل الدين.

    اتحاد الكنائس

    كانت شهوة قلبه هو اتحاد الكنائس الأرثوذكسية، فبذل كل الجهد للاتحاد مع الكنيسة اليونانية التي كانت بدورها تضم الكنيسة الروسية. وكان حريصًا مع الاتحاد أن تحافظ الكنيسة على عقائدها وتقاليدها.

    كانت علاقته بالكنائس غير الأرثوذكسية طيبة للغاية، نشأ بينه وبين رؤسائهم مودة وتبادل ثقة. فاُتهم بأنه يطلب حماية الدول الأجنبية مما أثار الحكام ضده.

    كانت علاقته بالكنيسة الأسقفية الإنجليزية طيبة للغاية. وكانت الأخيرة تود مساعدة الكنيسة القبطية في إعادة الكنائس والمعاهد والمدارس التي هدمها الدراويش.

    أعمال أخرى

    في عصره نجح مطران القدس الأنبا باسيليوس في الحصول على حكم تثبيت ملكية القبط لدير السلطان في القدس بأمر السلطان عبد الحميد.

    من ناحية عمارة الكنائس والأديرة تم في عصره تجديد الكنيسة المرقسية الكبرى واستمرت مقرًا له، ووضع حجر أساس لبناء جديد بعد هدم مبناها القديم الملحق ودعا رؤساء الكنائس وكبار رجال الدولة للحفل.

    نياحته

    اتفق أن خرج البابا كيرلس مع بطريرك الروم والأرمن الأرثوذكس إلى دير أنبا أنطونيوس ترويحًا للنفس، فوصلوا إلى بوش بالقرب من بني سويف، في عزبة الرهبان، ليقضوا أيامًا حتى تأتي القافلة فينطلقوا إلى الدير. لأول مرة نسمع عن إيجاد وحدة بين الكنائس، فعقد أول اجتماع مع بطريرك الروم وبطريرك الأرمن الأرثوذكس في دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس.

    استغل جنرال مري قنصل إنجلترا الفرصة وسار إلى مقر سعيد باشا يخبره بأن البابا ذهب إلى الدير ليقيم تحالفًا مع الطوائف الأرثوذكسية، ويجعل من نفسه بطريركًا عليهم، وبهذا يصير البابا تحت رعاية روسيا. وأن الأمر خطير للغاية بالنسبة لسلامة مصر.

    اغتاظ سعيد باشا وأرسل يعقوب بك مدير بني سويف يطلب منه سرعة عودة البابا. بعث البابا رسالة إلى سعيد باشا يوضّح له أنه ذاهب إلى الدير وأنه عند العودة سيمثل بين يديه مما أثار حفيظة الخديوي ضد البابا.

    لاحظ أيضًا أن البابا أعاد استخدام التقويم القبطي في المراسلات، وكان الخديوي سعيد قد أبطل استخدامه في المكاتبات الرسمية واستبدله بالتقويم الميلادي الغربي تقربًا للأجانب منذ أول يناير سنة 1856م.

    طالت أيام عزلته، وكاد الاتحاد بين الكنيستين القبطية والروسية يتم لولا أن محافظ مصر استدعاه إلى الديوان لأمر عاجل. أرسل مرة ومرتين وفي المرة الثالثة اضطر للنزول، لكن لحقت به حُمى فجاءوا إليه بطبيب، لكن سعيد باشا أرسل إليه طبيبه الخاص. أجمع الكُتاب بأنه دسّ له سُمًّا في الدواء، ففقد رشده وسقط شعر رأسه ولحيته على وسادته وانحل جسمه ومات.

    قال الإيغومانوس فيلوثاؤس أنه لم يقبل السُم في القهوة إذ سمعهم يتحدثون بالتركية وكان يعرفها. نجا البطريرك ومات القمص وكيل البطريركية، وانصرف البابا إلى قلايته حزينًا، فأثر فيه الحزن.

    دبّروا أمر قتله عن طريق خيانة طبيب فرنسي ووكيل بطريرك الأرمن صديق البابا، وتم لهم ذلك إذ دسّوا له السم في الدواء وفعلاً نجحوا في التخلص منه، وكان وراء ذلك كله إنجلترا التي خشيت هذا الرجل البسيط والمصلح الكبير.

    استودع هذا البابا العظيم روحه الطاهرة يوم الأربعاء 30 يناير سنة 1861م بعد أن قضى على الكرسي المرقسي سبعة سنوات وثمانية أشهر، وقد كان لانتقال البابا رنة أسى وحزن كبيرة في أنحاء الوادي والسودان وأثيوبيا، وكان تجنيزه باحتفال مهيب حضره كبار رجال الدولة ورؤساء الكنائس المختلفة، ومن عجب أن وكيل البطريركية الأرمينية الذي ساهم في التعجيل بحياته رثاه مرثية قوية باللغة التركية وسط الجمع الحاشد. وقد دُفن جثمانه الطاهر في مقبرة جديدة كان قد أعدّها لنفسه بين الكنيسة المرقسية الكبرى وكنيسة القديس إسطفانوس
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:00 pm

    البابا ديمتريوس الثانى


    باباويته

    ظل الكرسي الباباوي شاغرًا بعد نياحة البابا كيرلس الرابع ما يزيد عن ستة عشر شهرًا، وبعدها اجتمعت كلمة الأساقفة والأراخنة على اختيار القمص ميخائيل عبد السيد رئيس دير أنبا مقار وتمت رسامته في 15 يونيو سنة 1862م باسم ديمتريوس الثاني، وكان ذلك في أيام سعيد باشا.

    بعد تقليده زار جناب الخديوي ومعه رجال الدولة، فقال له سعيد باشا عند أول لقاء معه: "لا تفعل مثل سلفك، كل ما يلزمك قل لي عليه، وأنا مستعد لتأديته لك". وفي أيامه توفي سعيد باشا. وجاء بعده إسماعيل باشا الذي في أيامه نال الأقباط ما لم ينالوه في أيام غيره، حيث أنعم على المدارس القبطية وعلى البطريركية بأوقاف كثيرة. كما أصدر أمرًا بإجراء امتحان المدارس القبطية بعد امتحان المدارس الأميرية، وان يُقام احتفال لخريجي المدارس القبطية يحضره كبار القوم والأمراء، الأمر الذي صارت تفتخر به المدارس القبطية. كما قام إسماعيل باشا بترقية مجموعة من الأقباط وتنصيبهم في وظائف أميرية كبرى.

    اهتمامه بالمدارس

    أهم أعماله أنه قام بتكميل بناء الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، كما اهتم بإدارة المدارس القبطية وتقدمها. ولما زار السلطان عبد العزيز بك مصر سنة 1863م دعا إسماعيل باشا العلماء والوزراء والقادة الدينين ليحظوا بمقابلته. وكانت العادة في ذلك العهد أن من يُدع للمثول بين يدي السلطان يقّبل طرف ثيابه، فلما جاء دور البابا ديمتريوس قبَّل البابا صدر السلطان بدلاً من تقبيل يديه أو ثيابه، فانزعج السلطان ودُهش الحاضرين وحسبوا ذلك جسارة من البابا. ولما سئل عن معنى التقبيل الغريب الذي لم يسبقه إليه غيره أجاب: "إنما أنا اقَّبل يد ملك الملوك وسلطان السلاطين لأنه ورد في الكتاب المقدس أن قلب الملك في يد الرب" (أم 21: 1). وقام القمص سلامة المرافق للبابا بترجمة ذلك إلى التركية. فلما سمع السلطان عبد العزيز الترجمة ابتسم مسرورًا وأنعم بألف فدان من أملاك الحكومة للمدارس القبطية ثم زادها الخديوي إسماعيل خمسمائة فدان أخرى في مديرية الشرقية.

    حرصه على الإيمان

    عندما علم البابا بنشاط الإرساليات الأجنبية في الصعيد، طاف في مركب بخاري أعدّها له الخديوي إسماعيل على مدن وقرى الصعيد حتى إسنا، ونجح في إقناع الكثيرين بالرجوع إلى كنيستهم القبطية الأرثوذكسية، وهكذا كان التعاون بين الحكومة والكنيسة لنبذ الحركات والبدع الأجنبية.

    نياحته

    تنيح البابا ديمتريوس الثاني في 18 يناير سنة 1870م ودُفن بجوار البابا كيرلس الرابع في المقبرة التي بكنيسة الشهيد إسطفانوس بالأزبكية.

    من أشهر الأساقفة المعاصرين له الأنبا يوساب الأبَحْ أسقف جرجا وأخميم، والأنبا صرابامون أسقف المنوفية الشهير بأبي طرحة.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:02 pm

    البابا كيرلس الخامس


    بين أيدينا سيرة بابا للإسكندرية عاش في جو سياسي متوتر للغاية. عرف كيف يقود الموكب بروحٍ وطنيٍ دون أن يتجاهل جوانب الحياة الروحية والكنسية.

    في دير البراموس

    وُلد يوحنا بقرية تزمنت التابعة لبني سويف سنة 1824م، وترهب سنة 1844م بدير البراموس باسم الراهب يوحنا البراموسي، وعُرِف باسم يوحنا الناسخ. كانت ظروف دير البراموس المادية صعبة للغاية، ولم يكن بالدير سوي أربعة رهبان. لكن حياة يوحنا الروحية ونسكه واهتمامه بالقراءة والنساخة جذب كثيرين للحياة الرهبانية.

    بعد عامين من رهبنته طلب الرهبان سيامته كاهنًا، فسامه البابا ديمتريوس قسًا، وإذ شعر بجدّيته وروحانيته طلب منه البقاء معه في البطريركية لمعاونته.

    كتب الرهبان للبابا يرجونه إعادته للدير فلبى طلبهم.

    في عام 1855م استدعاه البابا وسامه قمصًا وأقامه مساعدًا له في الكنيسة الكاتدرائية بالأزبكية، لكن الرهبان ترجو البابا أن يعيده إليهم لشدة حاجتهم إليه فسمع لهم.

    سيامته بابا الإسكندرية

    بعد نياحة البابا ديمتريوس بقي الكرسي شاغرًا أربع سنوات وتسعة أشهر مع أن الأنظار كانت متجهة نحو الأب يوحنا البراموسي.

    كان المجلس الملّي يقوم بتدبير الأمور المالية، وقد طلب من الحكومة أن يُسام البابا؛ وقد سيم القمص يوحنا بطريركًا في أول نوفمبر سنة 1874م باسم البابا كيرلس الخامس. حضر الاحتفال بسيامته أنجال الخديوي إسماعيل، وهم توفيق باشا وحسين باشا كامل وحسن باشا ومعهم الوزراء.

    الظروف السياسية

    كانت مصر في ذلك الحين تعيش في صراع سياسي رهيب. فقد نُفي الخديوي إسماعيل، وتولى ابنه توفيق الحكم، إذ تدخّلت إنجلترا وفرنسا في شئون مصر بدعوى حق الإشراف علي ميزانية مصر. وعيّنت كل منهما مندوبًا مسئولاً عن "صندوق الدين".

    كان إسماعيل باشا قد أنشأ مجلس شوري للنواب وذلك قبل اضطراره إلى التنازل عن الحكم. حمل هذا المجلس روحًا وطنيًا وشعر الكل بمسئوليتهم كمصريين وطنيين.

    كان البابا كيرلس الخامس مساعدًا لهؤلاء الوطنيين في مواجهة الخديوي وضد الإنجليز.

    أعماله الرعوية

    أشهر أعماله أنه أنشأ مدرسة الإكليريكية. ثم اشترى أرض مهمشة بنى عليها كلية إكليريكية سنة 1912م. كما أكمل بناء الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. وبنى مطرانيات في كل من كنيسة المعلقة والعدوية ببولاق والمعادي وطره والمعصرة بحلوان وطموه. وفي أيامه شيّد 13 كنيسة بالقاهرة والجيزة والخرطوم، كما أنشأ مدارس للرهبان.

    وفي عصر إسماعيل باشا تم تكوين المجلس الملّي في 2 فبراير سنة 1874.

    ثورة 1919م

    في عهده شبَّت نار الحرب العالمية الأولى سنة 1914م. وفي آخرها أُعلِنت الحماية الإنجليزية على مصر، وعُقِدت الهدنة في سنة 1918م، وطالب المصريون باستقلال بلادهم، وكانت الثورة المصرية في سنة 1919م باتحاد المسلمين والأقباط وبعد جهاد دام سنوات تنازلت إنجلترا عن حمايتها في 28 فبراير سنة 1922م. وأعلن السلطان فؤاد استقلال مصر في 15 مارس سنة 1922م، وأعلن نفسه ملكًا ووضع دستور البلاد، وأنشأ الحكم البرلماني بزعامة سعد زغلول باشا، وكان البابا كيرلس مؤيدًا لهذه الحركة.

    في عهده ارتفع شأن الأقباط، فتنعموا بالحرية الدينية والمساواة في الوظائف الحكومية وفي التجارة وفي امتلاك الأطيان. فظهرت طبقة من كبار الأقباط من سياسيين وأثرياء. كما انتشر التعليم الديني، فصار صدى الوعظ يُسمع في أغلب كنائس القطر.

    تعليم الدين المسيحي

    في 25 يونية 1903م الموافق 8 بؤونة سنة 1619ش اجتمع المجمع المقدس، وأخذ قرارات خاصة بتعليم الدين المسيحي:

    حتمية تدريس الدين المسيحي وتاريخ الأقباط في كل مصر، وذهاب المدرسين مع الطلبة للصلاة في أيام الأعياد الكبرى وأيام الآحاد (مادة 1).

    مراجعة مناهج التعليم لكي تكون أرثوذكسية (مادة 2).

    مناشدة رجال الدين والأراخنة علي المساهمة في هذا المشروع (مادة 4).

    إقامة مندوبين من الكنيسة لمتابعة هذا الأمر وتنفيده (مادة 5).

    ينتدب البابا من يراه لائقًا لتنفيذ القرارات (مادة 6).

    رائد حركة النهضة التعليمية

    اهتم بتأسيس مدارس قبطية ضمت 9979 قبطيًا، منهم 8390 من الذكور، 1589 من الإناث، وأيضًا 2183 مسلمًا، 100 يهوديًا.

    في عهده تأسست 51 مدرسة في كل القطر من أسوان (سنة 1900م) إلى القاهرة (سنة 1857م).

    قال أحد الإنجليز: [في زيارتي لمدارس القبط رأيت التلاميذ وسمعتهم يقرأون الكتاب المقدس بالعربية، كما سمعتهم يقرأون الإنجليزية، وامتحنتهم فيها وأعطيتهم إملاء، ثم طلبت إليهم أن يكتبوا لي بالإنجليزية والفرنسية والعربية، واحتفظت بما كتبه خمسة منهم كنماذج. والخمسة تتراوح أعمارهم ما بين 12 و16 سنة. لقد خجلت واندهشت وانشرحت مما رأيت وسمعت.]

    وشهد إنجليزي آخر: [إن الكنيسة القبطية تنفق ما يزيد بكثير عن خمسة آلاف جنيهًا سنويًا علي تعليم أبنائها في القاهرة، ويدفع البطريرك بعضًا من هذا من جيبه الخاص.]

    خلافات مع المجلس الملي العام

    حدثت خلافات في الرأي بين البابا كيرلس والمجلس الملّي، وناصر بطرس باشا غالي فكرة إجراء انتخابات أعضاء المجلس الملّي، لا أن يُعيّنوا من قِبَل البطريرك.

    وبالرغم من معارضة البابا تمت إجراء الانتخابات بالقوة ولم يعترف البابا بهذه النتيجة، ولكن الخديوي والحكومة أيّدوها وعارضوا البطريرك. وتم تغيير لائحة المجلس بأن يُرفَع البابا من رئاسة المجلس وأن يقوم وكيل المجلس بعمل رئيس المجلس.

    ولما فشلت مساعي البابا في تنفيذ رأيه قَبِل وساطة بطرس باشا الذي نجح في إعادة حق البطريرك في إدارة ديوان البطريركية وأوقاف الأديرة، ولكن لما رفض أعضاء المجلس هذا الحل عاد الموقف للتأزم وتم تعيين أسقف صنبو رئيسًا للمجلس الملّي.

    وفي هذا الوقت طلب لفيف من الكهنة والشعب إبعاد البطريرك إلى دير البراموس، وإبعاد مطران الإسكندرية إلى دير الأنبا بولا، وتم ذلك في سنة 1892م وظلا خمسة أشهر. ويذكر التاريخ أن أسقف صنبو بعد ذلك حين دخل ومعه الإيغومانوس إلى الكنيسة لصلاة القداس الإلهي شاءت الإرادة الإلهية أن يُخطئ الأسقف ويقرأ إنجيل خيانة يهوذا الإسخريوطي كما وقعت الصينية من يده، فتشاءم الناس واعتقدوا أن الله غير راضٍ عن المجلس وأعماله، وتعطّلت الشعائر الدينية والتهب الشعور المطالِب بعودة البابا.

    رضخت الحكومة لمطالب الشعب وعاد البطريرك إلى مقر كرسيه معززًا مكرمًا، وبعد عودته بعشرة أيام جاء بطرس باشا لزيارته وبصحبته جميع المحرومين فاعترفوا بالخطأ، وطلبوا الصفح فسامحهم البابا، كما صفح عن أسقف صنبو. وتم الاتفاق على إرجاع الإدارة إلى غبطة البطريرك على أن ينتدب أربعة من أعضاء المجلس لمساعدته في إدارة شئون الشعب.

    في سنة 1911م عُقِد المؤتمر القبطي في أسيوط ليطلب من الحكومة مساواة الأقباط بالمسلمين في كافة الحقوق المدنية والدينية. وفي عهده تمت رسامة مطران للخرطوم، وبنيت بها كنيسة كبرى وسبع كنائس أخرى، كما اهتم بأديرة الراهبات من الناحية الرهبانية والعمرانية.

    موقفه من الإرساليات

    إذ انتشرت الإرساليات الأمريكية خاصة في القاهرة والإسكندرية وأسيوط. وقد بدأ وصول المبشرين الأمريكيين في عام 1854م وقاموا بإنشاء مدارس وإقامة كنائس بروتستانتية تقتنص الأقباط من كنيستهم اهتم البابا بالتعليم الكنسي بجوار التعليم العام. وسافر إلى أسيوط ونشر الوعي بين الكهنة لجذب أولادهم إلى المدارس القبطية الأرثوذكسية، والدفاع عن الإيمان المستقيم.

    رحلتان إلى السودان

    في مارس 1904م سافر قداسته إلى السودان، واستقبله رجال الدولة ومشايخ المسلمين مع الأقباط بمظاهر الإكرام، حيث وضع حجر الأساس للكنيسة القبطية في الخرطوم في حضور الحاكم العام للسودان ورئيس الجيش المصري ومطران البحيرة والمنوفية (أنبا يؤانس) ومطران إسنا الأقصر (أنبا مرقس) وأسقف دير العذراء بالمحرق ومنفلوط (أنبا باخوميوس).

    وفي يناير سنة 1909م قام بزيارة صعيد مصر، ثم السودان حيث قام بتدشين الكنيسة في الخرطوم، ووضع الحجر الأساسي لمدرسة قبطية كبري بالخرطوم.

    وقد عاصر البابا كيرلس الخامس كل من إسماعيل باشا وتوفيق باشا وعباس باشا الثاني والسلطان حسين والملك فؤاد، وذلك لأنه قضى مدة طويلة تعتبر أطول مدة قضاها بطريرك في الكرازة المرقسية وهي حوالي 53 عامًا، وتنيح سنة 1927م.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:04 pm

    البابا يؤانس التاسع عشر


    رئيس دير البراموس

    وُلد بقرية دير ناسا التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط سنة 1855م، وترهب في دير البراموس ثم رسمه البابا كيرلس الخامس سنة 1878م قمصًا ورئيسًا لدير البراموس، واستمر ما يقرب من عشرة سنوات يدير الدير بهمةٍ ونشاطٍ.

    مطران البحيرة

    وفي سنة 1887م رُسِم مطرانًا للبحيرة باسم الأنبا يوأنس، وأضيفت إليه المنوفية بعد وفاة مطرانها. ثم عين وكيلاً للكرازة المرقسية واهتم بأن يكون بكل كنيسة جديدة أوقافًا خاصة للصرف من ريعها عليها، وضم أطيانًا للبطريركية بالإسكندرية. كما اهتم بالعلم والتعليم بالإسكندرية، فأصبحت المدارس المرقسية الكبرى من أكبر المدارس بالثغر.

    بابا الإسكندرية

    بعد نياحة البابا كيرلس الخامس صار الأنبا يوأنس قائم مقام بطريرك، وبعد أن أصدر المجمع المقدس قرارًا بجواز ترقية المطران إلى رتبة الباباوية تم تجليس البابا يوأنس التاسع عشر سنة 1929م.

    بعثات لليونان

    وقد أنشأ البابا يوأنس مدرسة للرهبان بحلوان، وتشجيعًا لطلبتها أرسل النابغين منهم إلى مدرسة ريزا ريوس ببلاد اليونان في بعثة تعليمية، وكان من بينهم القمص أقلاديوس الأنطوني الذي رُسِم مطرانًا لجرجا وبطريركًا فيما بعد باسم البابا يوساب الثاني.

    اهتمامه بإثيوبيا

    كما اهتم بأثيوبيا ورسم لها الأنبا كيرلس مطرانًا، كما رسم لها خمسة أساقفة، وقد زار البابا أثيوبيا سنة 1930م.

    وقام البابا يوأنس أيضًا بعمل الميرون المقدس واهتم بزيارة الأديرة وخصوصًا دير البراموس.

    ندمه لقبوله منصب البطريركية

    بعد أن جلس البابا يوأنس على كرسي مارمرقس أخذ يساوره شيء من الندم والأسى لقبوله منصب البطريركية، إذ كان يرى في نفسه أنه ليس أهلاً لها وأنه خالف القوانين التي تحرم على الأسقف أن ينتقل من كرسي إلى آخر.

    ولكثرة هذه نام ذات ليلة فرأى في حلم جماعة بثياب البادية يهاجمونه بقيادة رجل أثيوبي، فالتفت إليهم مذعورًا وهو يقول: "أتتحد مع أعدائي محاولاً قتلي وأنت من أولادي؟" وإذا بالأثيوبي يقول له: "وأنت لماذا تركت مكانك الأول وجئت لتجلس على كرسي مارمرقس الرسول؟" عندئذ استيقظ البابا مضطربًا وكاد يسقط من سريره.

    في عهده وقعت الحرب بين إيطاليا وأثيوبيا في سنة 1935م وانتهت باستيلاء إيطاليا على البلاد وانقطعت صلة الكرسي المرقسي بها، ولكن الحرب العالمية الثانية التي نشبت في 3 سبتمبر سنة 1939م كان من نتائجها أن أعيد إلى أثيوبيا استقلالها، وشاهد البطريرك بعينيه قبيل نياحته رجوع مطران أثيوبيا إلى كرسيه، وعودة كنيسة أثيوبيا إلى أحضان أمها كنيسة الإسكندرية.

    وأخيرًا تنيّح البابا يوأنس في سنة 1942م.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:06 pm

    البابا مكاريوس الثالث


    زهده

    وُلد في المحلة الكبرى سنة 1872م وترهب بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون تحت اسم الراهب عبد المسيح سنة 1888م ورُسِم قسًا سنة 1892م. وفي سنة 1895م استدعاه الأنبا كيرلس الخامس ورسمه قمصًا وعينه سكرتيرًا خاصًا له، ثم رُسِم مطرانًا لأسيوط سنة 1897 م باسم الأنبا مكاريوس.

    قد كان على جانب كبير من الزهد والتقشف، بل لقد بلغ به الزهد حدًا جعله يحتاج في الكثير من الأيام إلى المال الذي يشتري به القوت الضروري لأنه كان يوزع ما يأتيه من التقدمات على إنشاء المدارس والكنائس وعلى الفقراء. وفي سنة 1911م دعا الأنبا مكاريوس إلى عقد مؤتمر قبطي في أسيوط للإصلاح الكنسي، كما قدم للبابا كيرلس الخامس سنة 1920م رسالة عن المطالب الإصلاحية.

    تم تنصيبه بطريركًا سنة 1944م بعد نياحة البابا يوأنس التاسع عشر.

    خلاف بين البابا والمجلس الملّي

    في أيامه حدث خلاف بين البابا والمجلس الملّي اضطر البابا في هجر العاصمة والاعتكاف بحلوان ثم في دير الأنبا بولا، وقد تدخلت الحكومة وطالبت المجلس الملّي بالعمل على عودة البابا، فعاد واستمر النزاع حتى تنيح البابا في 31 أغسطس سنة 1945م.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:07 pm

    البابا يوساب الثانى


    وُلد في دير الشهيد فيلوثاؤس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا سنة 1876م، وترهب بدير القديس أنطونيوس سنة 1895م، وسافر في بعثة إلى أثينا سنة 1903م حيث درس ثلاث سنوات العلوم اللاهوتية والتاريخ الكنسي، وعاد سنة 1905م.

    اختير رئيسًا لدير يافا في فلسطين، وفي سنة 1912م اختير رئيسًا للأديرة القبطية بالقدس، وفي سنة 1920م رُسِم مطرانًا لإيبارشية جرجا وأخميم. وقد انتدبه البابا يوأنس لمصاحبته في زيارة أثيوبيا، ثم للقيام على رأس وفد للكنيسة القبطية لتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي.

    نُصِّب بطريركًا سنة 1946م باسم البابا يوساب الثاني بعد نياحة البابا مكاريوس الثالث. وفي أواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين المجمع المقدس، فقام المجمع بتعيين لجنة ثلاثية من الأساقفة للقيام بأعمال البطريرك الذي سافر إلى دير المحرق. وفي دوامة النزاع بين البابا والمجمع المقدس قامت الحكومة بإلغاء سلطة المجالس الملّية في قضاء الأحوال الشخصية، وأصبحت من اختصاص المحاكم الوطنية.

    وقد تنيّح بسلام في 13 نوفمبر سنة 1956م.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:07 pm

    البابا كيرلس السادس 1


    ما كتب عن هذا البابا القديس بعد نياحته، بلغات متعددة، أكثر مما كتب عنه في أثناء حياته. فقد عرفه كثيرون خاصة في مصر والسودان وأثيوبيا ولبنان وسوريا كرجل الله، رجل صلاة له موهبة صنع العجائب والمعجزات.

    انتقل البابا يوساب الثاني في 13 نوفمبر 1956م وظل الكرسي البابوي شاغرًا إلى 10 مايو 1959م يوم سيامة هذا البابا، وفي فترة الانتقال هذه استمرت الصلوات والمشاورات والأصوام لكي يعطي الرب راعيًا صالحًا لكنيسته، وأجريت الانتخابات وتمّ فرز الأصوات لاختيار الثلاثة الحائزين على أعلى الأصوات، ثم أجريت القرعة الهيكلية يوم الأحد 19 إبريل 1959م وفاز فيها القمص مينا المتوحد. وفي يوم الأحد 10 مايو تمت مراسيم السيامة ودُعي باسم كيرلس السادس مع أن الجميع كانوا يتوقعون تسميته مينا، ولكن البابا كان قد رأى في حلم البابا كيرلس الخامس فطلب أن يحمل اسمه.

    نشأته

    وُلد الطفل عازر في 2 أغسطس سنة 1902م من أسرة تقية مشبعة بروح القداسة وكان الثاني بين اخوته، وعاشت الأسرة معظم حياتها في دمنهور نازحين من طوخ النصارى، وكان بيتهم محط استراحة الرهبان ومنهم شيخ اسمه القمص تادرس البراموسي الذي قال لأمه عنه يومًا: "إنه من نصيبنا". وفي الإسكندرية أتمَّ عازر دراسته الثانوية، وعمل في شركة ملاحة، وفجأة قدم استقالته من العمل معلنًا رغبته في الرهبنة، حاولت الأسرة والأنبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفية آنذاك تثنيته عن عزمه، لكنه كان قد عرف الطريق إلى الله.

    رهبنته

    ساعده الأنبا يوأنس في طريق الرهبنة بموافقة أخيه ووالده والتحق بالكلية الإكليريكية بمهمشة، وفي 27 يوليو سنة 1927م دخل دير البراموس بتوصية من المطران، ومنذ ذلك الحين لبس جلبابًا أسود وطاقية سوداء. وقد منحه الله نعمة في عينيَّ القمص عبد المسيح المسعودي الذي كان ابنًا له وكان هو أب حنون مدقق معه، ورُسم راهبًا في بداية الصوم الكبير يوم الاثنين 25 فبراير سنة 1928م وتسمى باسم الراهب مينا.

    اتّصف بالتواضع الجم وخدمة الشيوخ، بالإضافة إلى حبه للقراءة في سير الآباء وتعاليمهم، فاهتم بمكتبة الدير. وكانت أحب القراءات إليه كتابات مار اسحق السرياني مما جعله ينسخها في خمسة مجلدات، ثم أصدر مجلة شهرية كتوصية أبيه الروحي أسماها "ميناء الخلاص" كتبها بخط يده بعدد رهبان الدير.

    سيامته قسًا

    رُسِم قسًا الأحد 18 يوليو 1931م على يد أنبا ديمتريوس مطران المنوفية ودرس بعدها في الكلية اللاهوتية بحلوان مع صديقه القمص كيرلس أنبا بولا، ومنذ تلك اللحظة استمر في تأدية صلاة عشية وباكر والقداس كل يوم.

    حياة الوحدة

    بعد خمس سنوات فقط من رهبنته غادر الدير إلى مغارة للتوحد، وكان يعاود الرجوع إلى ديره مساء كل سبت ويغادره مساء كل أحد. وزاره أنبا يوأنس البابا في وحدته مع سائح أمريكي يرغب الكتابة عن الرهبنة، ومعه مدير مصلحة الآثار شخصيًا الدكتور حسن فؤاد، وبعد مدة سكن في طاحونة في مصر القديمة بموافقة مدير مصلحة الآثار، الذي كان قد زاره من قبل في قلايته. ولم يكن للطاحونة باب ولا سقف، وزامله فيها ذئب كان يأتيه كل مساء ويشرب معه القهوة وفي الصباح يغادر الطاحونة، ثم بمعاونة المحبّين بنى للطاحونة سقفًا ودور ثانٍ ليكون هيكلاً، ودبّر له الله شماسًا ليصلي معه القداس كل يوم.

    رئيس دير الأنبا صموئيل المعترف

    بمشورة الأنبا يوساب القائمقام البطريركي بعد نياحة أنبا يوأنس البابا المائة والثالث عشر، أصبح القس مينا المتوحد رئيسًا لدير الأنبا صموئيل القلموني، الذي بدأ بتعميره ثانية وتعمير كنيسة العذراء فيه، وكرّسها أنبا أثناسيوس ورقّاه قمصًا فيها، وعادت الحياة إلى الدير على يد ذلك الناسك البسيط.

    بناء كنيسة مار مينا بمصر القديمة

    وفي مصر القديمة بُناء على رغبته تم شراء أرض أقام عليها كنيسة باسم مار مينا، بعد أن فشل في تعمير دير مار مينا بمريوط، وأقام هو على سطح الكنيسة وأقام فيها بعض غرف للخدمة، وتعليم الشباب الحِرف، وسُكنًا للغرباء، وعاود إصدار مجلة "ميناء الخلاص"، وتخرج من المغتربين الذين سكنوا تحت رعايته الجيل الأول من الرهبان الشباب. وأعطاه الله مواهب كثيرة منها الإفراز وشفاء الأمراض وإخراج الأرواح النجسة مع أنه ظل غارقًا في صمته وصلواته وأصوامه ودموعه إلى أن وقع عليه الاختيار لكرسي الإسكندرية.

    في زيارتي إلى المستشفي الجامعي بالإسكندرية لزيارة أحد الخدام، عرفني الخادم على زميله بالمستشفي قائلاً: "هذا... أستاذ بالجامعة وهو صديق للبابا كيرلس الراحل". تعجبت لأنه صغير السن بالنسبة لعمر البابا المتنيح. فسألته عن موضوع صداقته، أجابني:

    "كنت أنا وأصدقائي نجتمع معًا ونذهب إلى القس مينا الراهب المتوحد. كنّا نحبه جدًا وهو يحبنا. أتعرف ماذا كان والدي يقولان لي (وهما غير مسيحيين): "هذا الرجل ليس من هذا العالم".

    هكذا كانت شهادة غير المسيحيين له، أنه يحمل سمات تليق بمن هم في السماء!

    سيامته بابا الإسكندرية

    اصطحبه الآباء الأساقفة - حسب طقس الكنيسة - من ديره إلى مقر البطريركية، وفعلاً قصدوا دير البراموس ومنه إلى البطريركية صباح الأحد 10 مايو 1959م.

    منذ رسامته أصبح بابه في المقر البابوي بالأزبكية مفتوحًا أمام الجميع ليلاً ونهارًا متخذًا من الشباب تلاميذ له، وكانت خدمته متعددة الجوانب.

    من الناحية الروحية كان دائم الصلاة أمام المذبح بمحبة وروحانية ألهبت قلوب الشعب فجذب الجميع إلى محبة الله والكنيسة والآخرين.

    ومن ناحية التعمير عزم على تعمير دير قديسه المحبوب مار مينا الذي خُرب في القرن العاشر وعادت الصلوات والألحان والحياة الرهبانية إلى تلك البقعة بمريوط، وكذلك عمَّر أديرة برية شيهيت وأديرة الوجه القبلي، كما وضع حجر أساس كاتدرائية جديدة ومبنى للكلية الإكليريكية بمنطقة الأنبا رويس بالإضافة إلى كنائس عديدة وأديرة للراهبات.

    أما من الناحية الثقافية فبالإضافة إلى تشجيع المعاهد الكنسية ورسامة أسقفين أحدهما للتعليم والآخر للبحث العلمي، فقد أقام مبنى خاص للمطبعة التي أهدتها إليه كنيسة النمسا.

    ومن الجانب الوطني فقد آثر البابا أن يبدأ خدمته في مصر بما نهج عليه الباباوات على مر العصور، فقام بزيارة رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر يوم الجمعة 12 أكتوبر من نفس العام.

    مرّت مرحلة كان فيها جمال عبد الناصر يصوّب سهامه ضد الأقباط بكل قوته. وساءت العلاقات بينه وبين البابا. لم يكن لدي البابا ملجأ إلا الصراخ إلى الله وطلب شفاعة مار مرقس كاروز الديار المصرية.

    بعمل معجزي فائق تحوّلت العداوة إلى صداقة، فصار البابا والرئيس صديقين حميمين يزور أحدهما الآخر، وقد ساهمت الدولة في سدّ العجز في إيرادات البطريركية، واشترك الرئيس في حفل وضع حجر الأساس للكنيسة المرقسية الكبرى بالأنبا رويس.

    الاهتمام بالعالم الخارجي

    في عصره أقيمت كنائس لرعاية الأقباط في أوربا ورسم مطرانًا للكرسي الأورشليمي للحفاظ على أملاك الكنيسة القبطية هناك.

    وفي أفريقيا نظم الكنيسة في أثيوبيا رعويًا وإداريًا ورسم لها بطريركًا (جاثليق) هو الأنبا باسيليوس الذي تمت رسامته في مصر في يونيو سنة 1959م وحضرها الإمبراطور هيلاسلاسي وأهدى البابا وشاح سليمان الأكبر، كما زار البابا أثيوبيا في أكتوبر 1960م ولاقى فيها ترحيبًا فاق الوصف.

    هذا ولأول مرة في العصر الحديث نسمع عن المجامع المسكونية، فقد ترأّس البابا كيرلس السادس مؤتمر الكنائس اللاخلقيدونية المنعقد في أديس أبابا في يناير سنة 1965م، متفقًا مع بطريرك إنطاكية وبطريرك الأرمن وجاثليق الكنيسة السريانية بالهند على عدة قرارات تؤدي إلى تعميق المفاهيم الأرثوذكسية اللاهوتية.
    Ibn yaso3
    Ibn yaso3
    +†+ مدير المنتدي +†+
    +†+ مدير المنتدي +†+


    ذكر
    عدد الرسائل : 767
    العمر : 39
    الأقامة : بمنتدي كنائس المحلة
    العمل : خادم للمنتدي
    الهواية : التـفـنن في محبة المسيح
    نقاط : 40
    تاريخ التسجيل : 24/04/2007

    GMT - 9 Hours رد: تاريخ الآباء البطاركة

    مُساهمة من طرف Ibn yaso3 2007-05-05, 6:08 pm

    البابا كيرلس السادس 2


    الكرازة

    أما عن العمل الكرازي فقد أوفد البابا عام 1960م من افتقد الكنيسة في دول شرق أفريقيا، وحضور مؤتمر مجلس كنائس أفريقية ومؤتمر الشباب الأفريقي، وفي نفس الوقت شجع قسم الدراسات الأفريقية في معهد الدراسات القبطية لإعداد جيل من الخدام اللاهوتيين والمدنيين للعمل في ربوع أفريقيا، وجاءت وفود أفريقية للدراسة في المعاهد اللاهوتية القبطية بمصر.

    نظرة الدولة للمهاجرين في أيام جمال عبد الناصر

    كاد أن يغلق الرئيس عبد الناصر الباب على المصريين من جهة ذهابهم إلى أمريكا الشمالية وأستراليا، وكان الجهاز الحكومي المصري يتطلع إلى أي مهاجر ـ وكان معظمهم من المسيحيين ـ أنهم خونة. وكاد غالبية المهاجرين يقطعون الأمل حتى في زيارتهم إلى بلدهم المحبوب لديهم وهي مصر.

    كان المهاجرون يخشون الذهاب إلى أية سفارة أو قنصلية مصرية أو أن يلتقوا بأحد المسئولين، ويبذلون كل الجهد نحو إخفاء عناوينهم لئلا يُساء إليهم أو إلى أقربائهم في مصر.

    كانت الكنيسة في ذلك العصر بين حجري الرحى، فهي كنيسة وطنية تخضع بكل القلب للسلطة الزمنية، وتحمل كل حب وولاء لمصر، وفي نفس الوقت هي الأم التي لن تتجاهل أو تتخلى عن أولادها أينما وجدوا.

    أما عن مدى اهتمام قداسة البابا بالمهاجرين فقد سبق لي نشر الجزء الأول من كتاب "الكنيسة في أرض المهجر"، وبمشيئة الله سأقوم بنشر الجزء الثاني.

    تجلي العذراء مريم

    من الأحداث الهامة في حِبْرية البابا كيرلس السادس، تجلي السيدة العذراء فوق قباب كنيستها بحي الزيتون بالقاهرة منذ ليلة 2 إبريل سنة 1976م، ولمدة سنتين وأربعة شهور متتالية. وصاحب التجلي ظهورات سمائية مثل الحمام وروائح بخور ذكية، بالإضافة إلى معجزات شفاء كثيرة لمسيحيين ومسلمين على السواء.

    استرجاع رفات كاروز الديار المصرية القديس مار مرقس الرسول

    أيضًا من الأحداث الهامة في عصره استرجاع رفات كاروز الديار المصرية القديس مار مرقس الرسول يوم 23 يونيو سنة 1986م، بعد غياب حوالي أحد عشر قرنًا، واستمرت الاحتفالات ثلاثة أيام شاركت فيها الدولة والكنائس الأخرى.

    صداقته للقديسين

    لم نسمع قط عن إنسان له صداقة مع القديسين مثل البابا كيرلس السادس الذي كثيرًا ما كان يراهم ويحاورهم، خاصة صديقه الحميم مار مينا العجايبي.

    يوجد أناس أحياء أعرفهم شخصيًا يتعاملون مع القديسين بطريقة ملموسة في حياتهم، ولكننا هنا نذكر فقط المنتقلين.

    نياحته

    في 9 مارس سنة 1971م تحققت انطلاقته نحو مشتهى نفسه بعد جهاد مع مرض استمر خمس سنوات، ولم تدم باباويته سوى 11 سنة وعشرة شهور، وظل جالسًا على الكرسي البابوي ثلاثة أيام ألقى عليه أبناءه نظرة الوداع ثم صُلي عليه بالكاتدرائية الكبرى بالأزبكية. ثم بعد ذلك نُقِل جثمانه الطاهر ليدفن تحت مذبح الكاتدرائية الضخمة التي كان قد شيدها في دير مار مينا بمريوط وذلك تحقيقًا لوصيته.

    ما بعد نياحته

    مع كل يوم جديد نسمع قصصًا عجيبة على مستوى العالم بخصوص عمله في حياة الكثيرين بعد انتقاله. لا أنسى أن أحد الأحباء جاء من أستراليا إلى الإسكندرية وسألته عن المدة التي يقضيها فقال أقل من أسبوع. وإذ دهشت قال: "جئت من أستراليا لأزور مدفن المتنيح البابا كيرلس السادس وأعود فورًا فصلاته أنقذتني!" أما عن ظهوراته لمحبيه في كل العالم فصارت أشبه بقصص خيالية من كثرتها وفاعليتها. كثيرون تابوا ورجعوا إلى الرب خلال ظهوراته.

    صورة أم قوة!

    في مارس 1997 في لقاء محبة بمنزل الأخ ا.ش. بمنطقة جنوب أورانج كاونتي، روى لي رب البيت القصة التالية:

    تحدث معي أحد العملاء وهو أمريكي يهودي، قال أنه كان يعتزم أن يبدأ مشروعًا معينًا، وكان كلما بدأ خطوة يجد العقبات حتى فقد الأمل في تكملة السير في هذا الطريق. كان من بين العاملين لديه سيدة مصرية، رأته في ضيقة شديدة، وإذ عرفت ما يعاني منه قالت له: "خذ هذه الصورة وضعها في جيبك، وأصرخ إلى الله، فإنه يسندك حتمًا".

    لم يكن الرجل متدينًا قط، لكنه في وسط مرارة نفسه قبل الصورة دون أن يسألها عن شخصية الإنسان الذي له الصورة. ذهب إلى بيته، وهناك دخل حجرته، وفي مرارة صرخ إلى الله، وكان يتحدث مع الله، في حوارٍ مفتوحٍ... لاحظ أن قوة قد ملأت أعماقه الداخلية. بدأ خطوات المشروع فلاحظ أن كل الأبواب تنفتح أمامه بطريقة غير عادية، وكما قال أنه يشعر بقوة فائقة تسنده أينما ذهب.

    روى هذا الرجل هذه القصة للأخ ا.ش. بروح مملوء قوة، فسأله الأخ عن الصورة، وللحال أخرجها من جيبه ليُريه إيّاها باعتزاز، فإذا بها صورة البابا كيرلس السادس.

    سألته وماذا بعد هذه الخبرة؟ فأجاب إن خبرته هذه حديثه جدًا. انسحقت نفسي وصرت أتأمل في أعماقي:

    لقد تنيَّح أبي الحبيب منذ حوالي 30 عامًا، وها هو يعمل بروح الصلاة بأكثر قوة في دول كثيرة! لم يكن أبي القديس يُجيد الإنجليزية، لكنه يتحدث مع أمريكي يهودي بلغة الروح التي تفوق كل لغة بشرية.

    فوق علبة السجاير

    في بِرِسْبِنْ باستراليا روى لي القمص موسى سليمان التالي:

    في هذه الأيام لقداسة البابا كيرلس دور عجيب في حياة المدخنين. رويت القصة التالية لأحد الأحباء، وكان يعاني من عادة التدخين لسنوات طويلة:

    كان أحد المدخنين يود أن يتحرر من هذه العادة، وإذ فشلت كل محاولاته أمسك بأحد كتب معجزات قداسة البابا كيرلس ووضعها على علبة السجاير التي بجواره وهو يقول: "ألا تستطيع أن تصلي لأجلي لكي أكف عن التدخين؟" مرت ساعتان ولم يشعر بأي اشتياق للتدخين فتعجب جدًا، وظن أنها حالة نفسية. امسك بعلبة السجاير وحاول التدخين، فإذا به يشعر برائحة شيء يحترق (شياط)، حتى كاد أن يتقيأ.

    قال في نفسه: "إنها حالة نفسية". امسك بسيجارة أخرى، وإذا به يشتم نفس الرائحة، واضطر أن يلقي بالسيجارة دون أن يدخن. تكرر الأمر عدة مرات وإذ جاءه ضيف وجده مندهشًا، فسأله عن السبب، فأخبره بما حدث. طلب منه سيجارة من علبة السجاير. فتكرر الأمر معه، ومنذ تلك اللحظة لم يعد بعد إلى التدخين.

    إذ رويت هذه القصة لأحد الأحباء، فعل نفس الأمر، وحدث معه نفس الشيء، كما حدث مع أكثر من شخص من الشعب بصلوات البابا كيرلس!

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-16, 9:24 am