+++++
الرئيسية
من طرف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يؤسفني أن اطرح اليوم أمام الضمير العالمي صفحة جديدة من الإرهاب الأمني المتأسلم , المنظم المدروس الذي حدث في مدينة إسنا , وأضيف هذه الصفحة لكتاب أسود عمره أربعة عشر قرناً.
ما حدث في مدينة إسنا يصيب جبين الألفية الثالثة بالخزي والعار ولا يستطيع أحد مهما علا شأنه وارتفعت مكانته أن يلومني لمخاطبة الضمير العالمي , فالضمير المصري تنقب وتحجب منذ زمن طويل وتفرغ لخرافات وتٌرّاهات ظلمة البادية والجاهلية.
فما حدث في مدينة إسنا كان نتيجة لاحتقان طائفي وأمني شديد سبقه حقد طائفي وأمني دفين.
ومن أسباب هذا الحقد:ـ
أولاً : إعادة بناء كنيسة الأم دولاجي بعد عراقيل أمنية وطائفية استمرت لمدة ثلاثين عاماً حتى أوشكت هذه الكنيسة القديمة المتهالكة على السقوط.
ثانياً : نجاح إصرار الشعب القبطي في يوم الثلاثاء 4/12/2007م في عودة فتاة الشغب المختطفة , وهذا أمر لم يعتاده الأمن والرأي العام المتأسلم.
ومن حقدهم خرج احتقانهم,,وهذا أمر ليس للأقباط ذنب فيه, فبدأ خفافيش حراس ظلمة الجاهلية يضعون في طريق الأقباط المسالمين المطحونين فخاخ الظلم والتعصب والتعسف متمثلة في محجبة تحرش بها قبطيان,, وأخرى منقبة تعرض لها قبطي بعد سرقة شيء من محله التجاري , وتناسوا كل جرائمهم في حق كنائسنا وشعبنا ونساءنا منذ أن لمعت سيوفهم في القديم وحتى اليوم.
وسرت هذه الشائعات وانتشرت ونجحت في إضرام نار التعصب والحقد الكامنة في عمق موروثات التخلف والتعصب والإرهاب , وقام السوقة والرعاع بتجريد الشابين من ملابسهم ثم السير بهم عاريان تماماً في الطريق العام!!!!
واأسفاه.!! فهذا مجتمع قتل الحقد والتعصب الوارد إلينا من الخارج فيه,,كل قيم الحب والتراحم والتسامح.
وبدأت بعد ذلك جميع الأجواء الطائفية في التوتر والاشتعال وارتفع صوت التخلف والتعصب , ولم يرتفع أي صوت للعقل لا من رجالات الدين الإسلامي الأجلاء.. ولا من أعضاء مجلسي الشعب والشورى .. ولا من رجال القانون والأمن ليقول إهدأوا وتعقلوا ,, المتهم برئ حتى تثبت إدانته!!!!.
وجاءت القولة الثانية أن القبطي كشف نقاب المنقبة لتزداد نار الهمجية والجاهلية لتشتعل وهي لا تشتعل إلا بتوافه الأمور وأرذلها.
ــــأحداث ليلة الأحد الموافق 16/12/2007م ـــــــــ
بدءاً من الساعة التاسعة من مساء يوم السبت 15/12/2007م بدأت جحافل السوقة والرعاع والدهماء تساندهم وتحركهم الجماعات الإرهابية المتأسلمة في التجمع في عدة أماكن في مدينة إسنا ,, مع صمت ولامبالاة أمنية شديدة , حتى تجاوز عدد هؤلاء, الآلاف .
هذا التجمع بهذه الجراءة والتحدي للقانون والشرعية تم لتأكدهم أن هناك توانٍ أمني وتحريض أمني وتشجيع أمني ,, ثم قام بعد ذلك المخبر السري ( سيد القرن ) بالمرور علي جميع المحال والمتاجر الخاصة بالأقباط ,, وقال لهم :
أغلقوا متاجركم لأنه سوف تحدث مظاهرات عنيفة,, ولا أعتقد أن هذا المخبر قام بهذه المهمة من نفسه دون تفويض,, وللأسف ابتلع هؤلاء الأقباط البسطاء الطعم وأغلقوا متاجرهم والتزموا منازلهم .
وتحركت هذه الجحافل الظلامية الحاقدة تقودها الجماعات المتأسلمة في عدة اتجاهات فمنهم من توجه إلى كنيسة السيدة العذراء وقذفها بالحجارة وبالكرات النارية المشتعلة.
ومنهم من قام بنهب وسرقة المحال التجارية الخاصة بالأقباط على مسمع ومرأى من رجال الأمن الذين أعماهم التعصب والحقد ,, وظل الأقباط يصرخون ويستنجدون بالأجهزة الأمنية وبعضوي مجلسي الشعب والشورى وأعضاء المجالس المحلية ,, والجميع يؤكدون للأقباط المتواجدون في منازلهم ( أن كل شيء تمام وعلى ما يرام)
واستمرت عمليات السلب والنهب من الساعة العاشرة من مساء يوم السبت حتى الساعة الرابعة من صباح يوم الأحد 16/12/2007م ولكي يطمسوا جريمة النهب والسرقة قاموا بحرق هذه المحلات.
الخلاصة
أولاً: تواطؤ الشرطة مع السوقة والرعاع والدهماء والجماعات المتأسلمة ليس بجديد , ونحن نعرفه تماماً ولا نستغرب منه ,,فماذا ننتظر من رجل شرطة تخرج من كلية تأسلمت منذ زمن بعيد فهي لا تقبل إلا نسبة 2% من المسيحيين ,,وهذا الخريج يفتقر لقيم الاستنارة الفكرية , تربى على قيم الدكتاتورية , وتهميش دور الأقباط في هذا الوطن , واحتقار كل قيم المواطنة.
ثانياً: لماذا لم يستطع رجال الأمن وأمن الدولة وأعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية ,,منع أي تحرك إرهابي تخريبي متطرف على الأقباط قبل حدوثه؟.
لماذا يقفون دائماً موقف المتفرج؟ ولماذا يظهرون دائماً بعد أن يتمم ويحقق هؤلاء الإرهابيون أهدافهم؟ هذا عاراً ما بعده عار!!!
ثالثاً: لابد أن يرفض الأقباط الفكرة البدائية القادمة من أعماق الجاهلية التي تسمى بالمجالس العرفية!!!! وهي عبارة عن عباءة فضفاضة يختفي تحتها الإرهاب الأسود الموجه للأقباط ,فكيف تٌغيب وتٌعطل وتٌهمش سلطة الدولة , وأيضاً تحتقر ثقافة المجتمع المدني من أجل مجالس هزيلة , تعتبر وصمة عار على جبين القانون والتحضر .
رابعاً: الهجوم المكثف المنظم على الكيان الإقتصادي القبطي أمر خطير لا يمكن السكوت عليه وهو ضمن منظومة إجرامية تقوم بها الصحافة الصفراء , على رجال الإعمال الأقباط ونخشى أن تمتد هذه الحملة إلى مدن أخرى مثل مدينة الأقصر .
خامساً مراجعة التكوينة الثقافية للعقل القبطي حتى نعرف ما هو التسامح وكيف يكون ,, وهل التسامح يسلب القبطي كل حقوقه في الدفاع عن نفسه وعرضه وشرفه ورزقه ..
سادسا: هؤلاء المسئولون سواء هم في الشرطة أو في أمن الدولة أو في مجلس الشعب والشورى أو المجالس المحلية يسيئون لمصر أكبر إساءة , عندما يضعون ميولهم الطائفية والتعصبية فوق مصلحة مصر ..
واأسفاه..!! خيانة لمصر ما بعدها خيانة
أخيراً فقد الأقباط في مدينة إسنا الإحساس بالأمان والثقة في رجل الأمن والمحبة والتواصل مع أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية , ونعرف أن صوتهم لم ولن يصل إلى سيادة الرئيس حسني مبارك كما هو الحال بالنسبة لأي شيء يخص الأقباط, ولكنه قد وصل إلى:ــــــــ
قلب الله الحنون ولن يترك هذا الظلم والعبث يطول!!!
القمص صرابامون الشايب
أمين دير القديسين الطود الأقصر
