+++++
الرئيسية
من طرف 
خنـاقـة بيـن أصـابـع اليـد
بقلم: القمص/ مرقس عزيز خليل
خناقة كبيرة حدثت في الخيال والحمد لله انتهت بسلام. وقد حدثت الخناقة بين الأصابع الخمسة في اليد. كل أصبع يريد أن يكون الأعظم.
قال الإبهام لبقية الأصابع:
المسألة في غاية البساطة لا تستحق بحثاً فأنا الأعظم. أنا السيد. ألست أدعي الأصبع الكبير وأقيم منفصلاً عنكم؟ أنتم لا تتجاسرون الاقتراب مني. أنتم عبيد وأنا السيد.
وعند ذاك لعن السبابة الأيام المقلوبة العوجاء.
وقال: وهل الرئاسة بالحجم إذن لماذا لم يتسلط الفيل أو الثور علي ابن آدم. أنا الأعظم. ألست أنا أصبع الأمر والنهي وعندما يأمر الرئيس يشير بي. إنه يكون من المضحك أن يشير بك أيها الإبهام ويستحسن أن تخضع لي لئلا أسب لك أجدادك وأجداد أجدادك. أنا السبابة.
وضحك الأصبع الوسطي وقال:
تتشاحنان علي السيادة وأنا موجود؟ قفوا بجانبي وانظروا من أطول مني. بل من هو في طولي؟ أنتم بجانبي كالأقزام. أنا أري أنه من الخير لكم أن تسلموا بزعامتي بدون جدال كثير. وتحمس البنصر وقال: وأين مكاني أيها السادة.. وتهامست بقية الأصابع ما عسي أن يقول البنصر؟ ولكنه رفع نفسه وإذا ببريق خاتم ذهبي يلمع فيه وقال:
إني أعظمكم بلا جدال، ألستم ترون الخاتم الذهبي الجميل. خاتم الزواج. وأين يضعونه؟ أين؟ هل يضعونه في الإبهام أو في السبابة أو في الوسطي؟ أليسوا يضعونه في البنصر اعترافاً منهم بأنه ملك الأصابع وسيدها دون منازع؟ وحدث صمت خفيف قطعه الخنصر.
وأمالت بقية الأصابع آذانها لتسمع حديث الأصبع الصغير
وقد ابتسم بعضهم وعبس البعض الآخر ولكن الأصبع قال: اسمعوني يا إخوتي أنا لست كبيراً ولا سلطان لي. كلا وليست طويلاً ولم أنل شرف خاتم الزواج. أنا أصغركم جميعاً وخادمكم ويسرني أن أكون خادمكم.
وهنا نطق الأصبع الأطول قائلاً: إنك بحق أعظمنا جميعاً لأننا إذا اجتمعنا جميعاً في خدمة نافعة فإنك وأنت الأصغر حقاً إلا أنك تحملنا جميعاً
وانحنت باقي الأصابع وهي تستند علي الخنصر وقالت:
فعلاً لقد فهمنا عن طريقك قول الوحي الإلهي أن الأصغر فيكم جميعاً هو يكون عظيماً. إننا يجب أن نتساءل من أين تأتي العظمة الحقيقية؟ هل هي في السمو والترفع حيث يعيش الإبهام. أم في السلطة والأمر والنهي حيث يقيم السبابة. أم تجدونها في الطول والشكل، حيث يسكن الوسطي. أم في السلطة والأمر والنهي حيث يقيم السبابة. أم تجدونها في الطول والشكل حيث يسكن الوسطي. أم في الذهب والجواهر حيث يعتز البنصر؟ أم تجدونها بالحق في الخدمة. الخدمة المتواضعة. خدمة البنصر؟!
كم من البيوت لا تحيا في سلام لأن الرجل يتصور أن الرجولة جبروت وقسوة وإذلال ويطلب حقوقه فقط وينسي أن زوجته إنسانة لها حقوقها ومشاعرها.. قبل أن تطلب طاعتها يجب أن تغمرها بمحبتك وإذا أردت منها أن تعاملك كعظيم يجب أن تعاملها كأميرة.
نقلا عن جريدة الوفد
__._,_.___
